الاثنين، 16 سبتمبر 2013

قصة عرفة معوض. عرفة لسه محبوس ليه؟


 من أول الثورة اشتغلت مع آلاف مقبوض عليهم بتهمة الثورة, من أصدق من قابلت منهم, وأكثرهم ثورية, وإخلاص للقضية, واستعداد لدفع تمنها, هو الراجل اللي فوق في الصورة ده.. "عرفة معوض".
عرفة مقاول أعمال بناء, من القليوبية, تفرغ للثورة من أول يوم, وناضل ضد مبارك, وضد المجلس العسكري, وضد نظام الإخوان, وشارك في كل معارك الثورة المهمة لحد ما اتحبس, واتصاب في كتير منها لدرجة إن مافيش ولا جزء ف جسمه مافيهوش أثر لمعركة, في عهد مبارك كان من الناس اللي نزلت التحرير واشترك في موقعة الجمل وأدى دور عظيم في الدفاع عن الميدان, وفي عهد المجلس العسكري كان حاضر بقوة في كل الفاعليات الثورية ضد حكم العسكر, وشارك بدور بطولي في أحداث مجلس الوزرا, وفي عهد الخرفان, قعد يشارك في المظاهرات والاشتباكات لحد ما اتقبض عليه يوم 3 فبراير. في مظاهرة قدام قصر الاتحادية للاحتجاج على قتل الشهيدين "كريستي" و"عمرو سعد" اللي استشهدوا قدام نفس القصر يوم 1 فبراير.
 عرفة كان بيستخدم حبل بخطاف لتثبيت رسالة للخروف مرسي بيقوله فيها: إن الثوار لو عايزين يقتحموا قصره, هيقتحموه, بس هم مش هيعملوا كده حفاظاً على سلمية الثورة, وإن حكمه هيودي مصر لخراب ولحرب أهلية.
 بس قوات الحرس الجمهوري قبضت عليه, واحتجزوه جوا القصر وضربوه وعذبوه, وكمان وهم بيجروه مفاتيح عربيته وقعت منه, والعربية اتسرقت, وأهله دفعوا "فدية" عشان يرجعوها وكأنهم ناقصين مصايب.
 إعلام السلطة اتهم "عرفة" بإنه كان بيقتحم القصر باستخدام ونش, لدرجة إن ولاد الكلب بقوا بيسموه في الأخبار بـ"سائق الونش".
وجت نيابة طلعت عبد المرشد المبجلة, وأحالته للجنايات محبوس, واتهمته بعدة تهم هي:التسبب في تخريب إحدى المنشآت العامة في زمن هياج وفتنة بقصد إشاعة الفوضى, وكذلك نسبت إليه استعمال القوة والعنف مع مجند مما أدى لإصابته, وكذلك استعراض القوة قبل المجند سالف الذكر لترويعه وحمله على الامتناع عن عملهودي تهم عقوباتها المؤبد, لكنها ماكتفتش بكده, وزودت في مواد الاتهام, مواد تعدمه, وكل ده عشان التلفيات اللي عملها ف بوابة قصر الاتحادية. إيه بقى هي التلفيات دي؟ محضر المعاينة اللي رئيس نيابة مصر الجديدة بنفسه نزل عمله قال إن التلفيات عبارة عن خلع حلية نحاسية من البوابة رقم 4, وكمان البيه كسل يحرزها. آه والله زي ما بقول لحضراتكوا كده.. طالبين إعدامه عشان حلية في بوابة القصر!
والحلية دي اتخلعت "في زمن هياج وفتنة" زي ما النيابة نفسها قالت في أمر الإحالة, و ف وقت فيه آلاف المتظاهرين. عرفوا منين إن عرفة اللي خلعها؟
  القضية لما راحت المحكمة, المحكمة من نفسها كده عدلت التهمة وقالت: شروع في إتلاف إحدى الممتلكات العامة باستخدام حبل  مثبت به خطاف, عشان تنفي قصة الونش الوسخة دي من أساسها, بالإضافة لإنها شالت تهمتي "إصابة المجند", و"استعراض القوة" عنه.
- القائم بضبط عرفة مجهول, ومافيش محضر, والمذكرة المحررة ضده بتقول تم إلقاء القبض عليه, من غير ما نعرف مين اللي قبض.
- نفس المذكرة بتقول إن فيه فيديوهات متصورة لعرفة وهو بيقتحم القصر, وماشفناش الفيديوهات دي خالص, ولا هو اتواجه بيها, لحد جلسة المحاكمة اللي انعقدت يوم 16/9/2013 ولما الفيديوهات دي اتعرضت.. من أول لحظة كده لقيناها تسجيل نهاري في عز الشمس, مع إن الواقعة حصلت الساعة 12 بالليل تقريباً, ودا اللي ثابت في ورق القضية, ولما جينا نثبت التناقض الواضح ده.. القاضي زعق وانفعل وقالنا: ماتقاطعونيش, ورفع الجلسة, واتنحى!
- الأداة المضبوطة مع عرفة غير صالحة للاستخدام, وكان شايلها بحكم عمله, وهي أداة رفع مش جر, وحتى لو كانت أداة جر. أنا لو عايز أفتح باب هشده لبرا والا هزقه لجوا؟ رواية النيابة للواقعة عاملة كده زي ما تكون بتقول إن واحد حاول يقتل واحد باستخدام مسدس ميه, ودي بنسميها في القانون "الجريمة المستحيلة".
- شاهد الإثبات اللي جه.. طلع شاهد ماشافش حاجة. فيديو لشهادته من هنا.

عرفة محبوس من فبراير, وبعد ما القاضي اللي كان بينظر قضيته اتنحى, لسه هنستنى لحد ما يحددوله جلسة قدام دايرة جديدة.
أب لطفلين ولد وبنت, وأخته ماتت مريضة, وهو في السجن وماعرفش يزورها ولا يودعها. و
دلوقتي الجيش عزل مرسي وقالوا إنه خاين وعميل وابن كلب وكل اللي جه في بيان السيسي. عرفة لسه محبوس ليه يا بشر؟

الثلاثاء، 9 يوليو 2013

قبل ما تزايد علينا

أكرر: مش هدافع عن قتلة الحسيني أبو ضيف, وقبل ما تزايد على موقفي أنا واللي زيي وتقول إننا انتقائيين, احنا قبل كده تضامنا مع الإسلاميين في العباسية, ونزل مننا ناس كتيرة تقف معاهم وهم بيتضربوا في العباسية, دفاعاً عن حقهم في الاعتصام السلمي, رغم إن الاعتصام كان علشان العجل ابن الأمريكانية مش ضد العسكر ولا حاجة, وبعد كده كنا حوالي 30 محامي أغلبنا يساريين, اتسحلنا معاهم 3 شهر في المحكمة العسكرية بندافع عنهم ضد المحاكمات الاستثنائية, في نفس الوقت اللي مافيش محامي إسلامي يوحد ربنا جالهم المحكمة, رغم إن العجل أبو سماعين نفسه محامي, وفين وفين لما الأستاذ ممدوح إسماعيل جه المحكمة العسكرية, ويومها جه سجل مع القناة الأولى عشان يشيد بنزاهة وحيادية واستقلال القضاء العسكري ومشي من غير ما يحضر مع حد منهم, دا احنا حتى أضربنا عن الطعام تضامناً معهم وماعملناهاش لما كان علاء عبد الفتاح محبوس, رغم إن علاء صاحبنا اللي بنحبه جداً وابن أستاذنا كلنا أ/ أحمد سيف.
مبادئنا مابتتجزأش أهي ولا حاجة, وماحناش انتقائيين, بس احنا قررنا مانقفش مع أنصار سلطة قمعية نازلين يضربوا الناس في الشوارع بالنار لفرض نظام قمعي بالقوة وقمع ثورة الشعب ضده.

السبت، 6 يوليو 2013

جيكا.. جيكا يا ولد.. دمك بيحرر بلد

 أنا مصدق جداً إن "دم الشهدا ماراحش بلاش".. صحيح إحنا مش قادرين نجيب حقهم ونقتص من اللي قتلوهم, بس لازم نفرق بين القصاص ليهم, وهو الشيء اللي هنفضل نسعى وراه طول ما قينا نَفَس, والشيء التاني هو تضحياتهم.
تضحيات الشهداء ماراحتش بلاش, وكل نقطة دم نزلت من واحد من شهدائنا الأطهار, بتديلنا مكاسب. دا كفاية دعاء أهاليهم لينا, ودعواتهم على الظلمة والقتلة.
 تضحيات الشهدا بتخلينا إجباري مانفرطش ف ثورتنا, لإن الموضوع مابقاش اختيار.. بقى تار. لإني ماقدرش أقول لعم علي أبو الشهيد مهاب أو أبو جيكا أو أبو كريستي أو عم أحمد عطا, أنا تعبت يا عم فلان ومش قادر أكمل. أنا أصلاً ببقى خجلان من نفسي وأنا بكلمهم لإني مش عارف أجيبلهم حق عيالهم.
 الشهيد العظيم "جيكا" أكبر مثل ع اللي بقوله ده.. جيكا دا لوحده كل نقطة من دمه الطاهر كسبتنا مكسب شكل.
 جيكا اللي كان من اللي عصروا لمون ونزلوا ف شهر يونيو 2012 يحتفلوا بالتحرير بفوز مرسي ف الانتخابات وهزيمة شفيق مرشح نظام مبارك, كان أول شهيد يسقط ف اشتباكات الذكرى الأولى لملحمة محمد محمود, في نفس الشارع الطاهر, اللي كل شبر فيه بيشهد على بطولة لشاب من شباب الثورة.
 وهو مرفوع فوق الأكتاف بيهتف للثورة ولشهداء محمد محمود الأبطال, خنزير من الداخلية ضربه بالنار في راسه وف رقبته وصدره. دخل جيكا مستشفى القصر العيني, وقلوب الثوار متعلقة بيه, وبتدعيله يقوم بالسلامة, لكن بعد أيام قليلة, روحه الطاهرة طلعت السما عشان تتونس بأرواح شهدائنا العظام.
 يوم جنازة "جيكا" كان يوم تاريخي للثورة, آلاف خارجة من مسجد عمر مكرم وماشية قافلة شارع محمد محمود, بتنفذ وصيته - كان عارف إنه هينول شرف الشهادة يا حبيبي - بخروج جنازته من ميدان التحرير بيت الثورة, وبتبكي شهيدنا الجميل, وتودعه, وتحمله السلام أمانة للشهداء اللي سبقوه, وبتتوعد بالقصاص من قاتليه, وبتهتف وهي معدّية من قدام وزارة الداخلية, "الداخلية.. بلطجية", والعساكر واقفين حاطين راسهم ف الأرض ومرعوبين من قوة هتافنا اللي طالع من وسط الدموع. وف نفس الطريق للمقابر اللي مشينا فيه واحنا بنتشتم يوم تشييع جنازة مولانا الإمام الشهيد عماد عفت, كانت الأهالي بتضم علينا ف الجنازة والأمهات واقفة ف البلكونات تعيط على شهيدنا البطل.
استشهاد "جيكا" أدخل فئة جديدة تماماً للثورة, بقت عماد الصفوف الأولانية في كل المعارك من ساعة ما ربنا اصطفاه, لحد دلوقتي, والفئة دي هم الشباب اللي تحت العشرين, لإن جيكا كان ناشط جداً وسط الفئة دي, وكان بيقوم بدور حيوي جداً ف كافة الفاعليات الثورية اللي بيعملها الطلبة, كمان جيكا كان مهم ف أوساط أولتراس أهلاوي, وأولتراس زملكاوي, وشباب حزب الدستور, وشباب6 أبريل, وغيرهم من الشباب اللي كان لسه حديث العهد بالثورة وقت استشهاده.
 استشهاد جيكا كمان حررلنا منطقة "عابدين" بالكامل, وهي منطقة مهمة جداً في أي أحداث ثورة, لإنها المنطقة الشعبية الأقرب للميدان, ومنها بيطلع رجالة يشاركوا ف الاشتباكات, لكن بعد ما كان أهالي المنطقة بيقفوا مع الداخلية ضدنا في أي اشتباكات, بالذات ف محمد محمود, بقوا من أهم مقاتلي الثورة ف الاشتباكات الأخيرة, وآخر مثل على كده اشتباكات عبد المنعم رياض 5/7/2013 اللي أهالي عابدين ماكتفوش فيها بحصار الخرفان وإعطائهم علقة متينة عند محطة مترو "محمد نجيب" لمنع وصولهم لمساندة إخوانهم المعتدين على الثوار في التحرير, لكن كمان كملوا معانا المعركة وكانوا موجودين بشكل بارز في ملحمة كوبري أكتوبر, وأصبحت "عابدين" قلعة عصية على الخرفان من ساعة ما صور جيكا بقت في كل حتة في المنطقة.
 مانساش عمري يوم اشتباكات الاتحادية بينّا وبين الخرفان 5 ديسمبر 2012, لما كانت المعنويات تهبط, كان الهتاف "جيكااا.. جيكااا.. جيكا.. جيكاااا.. جيكااااااا" هو اللي بيشعلل الحماس في قلوب الثوار, وبفضل الهتاف ده, والدفعة المعنوية الرهيبة اللي بيديهالنا, والتار اللي بيفكرنا بيه, تمكنّا من دحر الخرفان وهزيمتهم شر هزيمة رغم قلة عددنا وعتادنا في مواجهة حشودهم الغفيرة وأسلحتهم الكتيرة, ومن ساعة المعركة دي, والهتاف باسم "جيكا" هو كلمة السر للثوار في كل المعارك, اللي ساعة مابيبقى الموقف صعب, أول مابيتقال بتلاقي الكفة مالت ناحيتنا وتلاقينا بنتقدم ونكسب أي معركة.
المجد ليك يا جيكا يا عظيم, ولكل شهدائنا الأبرار. وسلام على أرواحكم الطاهرة..
طول ما بركاتكم معانا, وراياتكم بتتقدم مسيراتنا مش هنتهزم..
هنجيب حقكوا, ونحقق حلمكوا.

ملّوا عينيكوا بجمال "السوبرمان" جيكا, وهو بيهتف ضد العسكر, وبيطالب مرسي إنه يحاكم قتلة الشهداء, قبل ما ييستشهد زيهم على إيد داخلية مرسي.

الخميس، 4 يوليو 2013

"لولا عاصري اللمون عليكوا على فكرة".. آن لعاصري اللمون أن يخرجوا ألسنتهم للجميع


في ظل هذه الأيام المفترجة التي نمر بها جميعاً, أحب أشكر في نفسي وأحييني وأشد على إيدي أنا وكل اللي عصروا على روحهم لمون, عشان لولانا ماكانتش الثورة اتغلبت على الخرفان بالسرعة القياسية دي.
احنا اللي استحملنا تريأة أصدقاءنا علينا وتسفيههم لوجهة نظرنا, واتهاماتهم لنا –أحياناً- بإننا "حدفنا يمين", احنا اللي كان كل ما يتأزم الحال بالجميع, يقولولنا "مش انتوا اللي جبتوه؟"
بتكلم هنا تحديداً عن اللي عصروا لمون عشان يحرقوا الإخوان ويكشفوهم قدام الناس, ونبقى بنخلص من مرحلة وسخة كنا لازم هنعدي بيها, فقلنا نخلص منها بدري بدري.
ماقلناش أبداً "هننتخبه عشان نعرف نعارضه" لإننا عارفين إن الإخوان فاشيين وماعندهمش مانع يقتلوا معارضيهم.
راهنا على غباء الإخوان, وطمعهم, ودناوتهم, لكن هم فاقوا كل تصوراتنا سيئة الظن, وأصروا يخفوا ف سنة واحدة, ومش بس خفيوا, لكن كمان الناس عرفت حقيقتهم, وإرهابهم, وكارهينهم تماماً, وهم دلوقتي مستخبيين وخايفين يوروا وشهم لحد.
وعشان تشوفوا إحنا جنبناكوا قد إيه تخيلوا كده لو كان شفيق هو اللي بيحكم؟ كان زماننا دلوقتي كلنا كده على بعضنا "احنا وانتوا, والحديث للثوار الأصليين بس" مرميين ف السجون بمحاكمات عسكرية "والعباسية بروفة", وكان زمان الإخوان لإنهم بيعملوا صفقات على روحهم - ومحمد محمود ومجلس الوزرا يشهدوا - حاطين إيديهم في إيد شفيق في إيد الجيش في إيد القضاء في إيد الشرطة في إيد الإعلام في إيد المواطنين الشرفاء وأعضاء حزب الكنبة, ومتفقين عليكوا.
ولو فكرنا نثور على شفيق, كان زماننا كام ألف واقفين ف التحرير بنصوّت وماحدش سامعنا, مش بننزل بعشرات الملايين زي ما عملنا مع الخروف.
وبتجاوز كل ما سبق, ونفترض إننا عرفنا نخلع شفيق, كان زماننا داخلين على انتخابات جديدة, والإخوان لسه ماخدوش فرصتهم فيكسبوا, ونعيد م الأول خالص بقى. بذمتكوا مش وفرنا عليكوا تعب كتير؟
حقنا عليكوا إنكوا تعتذرولنا, بس قشطة احنا اخوات يعني
=
طبعاً الكلام مش عن اللي عصروا لمون وعرصوا بعدها زي سلامة عبد الحميد وأمثاله, وفيه أسامي تانية كنت عايز أذكرها, بس بلاش لزوم المصالحة الوطنية وكده :-)


تفرق كتير "يسقط يسقط حكم العسكر" عن "يسقط يسقط حكم العسكر"

احنا اصحاب هتاف "يسقط حكم العسكر" اللي اتشرفنا بقوله واحنا ثابتين في مكاننا واحنا 100 نفر بصدورنا العارية, احنا اللي اعتصمنا قدام مجلس الوزراء لمنع دخول كمال الجنزروي "الفلول" في عز ما كانوا الخرفان بيهللوله.
احنا اللي قلنا "عدل" وقت ما كانوا واقفين مع "الندل", ودفعنا تمن اللي قلناه دم.
احنا اللي وقفنا ف وش الرصاص مابنقاوموش ونفسنا يصيبنا عشان نروح لشهدائنا يطبطبوا علينا من خستكوا وندالة الناس اللي كانت بتقول "إيه اللي وداهم هناك".
احنا اللي مشينا ف جنازة الإمام الشهيد عماد عفت وهم بيشتمونا طول الطريق.
احنا اللي معانا المناديل اللي فيها دم الشهيد محمد مصطفى كاريكا. احنا اللي كنا محاوطين دمه الطاهر بالحجارة وعمالين نوريه واحنا بنصرخ ف الناس اللي رايحين أشغالهم الساعة 6 الصبح, لما كان الجيش بيوقف الضرب أول ما الدنيا تنور عشان الناس ماتشوفش جرايمه.
احنا اللي كلنا اتعرينا لما ست البنات اتعرت بس فضلنا "مستورين من جوانا" بعد ما "جسمنا اتكشف" عشان كنا ع الحق وعارفين إننا ع الحق, حتى لو كنا 100 بني آدم.
احنا اللي طلعنا من معركة مجلس الوزرا نفسيتنا متشرحة, وأذهاننا متدمرة, وأجسادنا مكسرة.
واحنا اللي كملنا بعدها ونزلنا يوم 25 يناير 2012 بمسيرات ماشفتهاش مصر قبل كده, بنهتف "يسقط حكم العسكر", وبنطلب القصاص لشهدائنا, والعسكر ردوا على كده بمذبحة بورسعيد, اللي راح فيها مننا 72 شهيد, نزلنا نطالب بحقهم وحق اللي قبلهم في الوقت اللي كانوا بيقفوا فيه ف مجلس الشعب يصقفوا للمجرم محمد إبراهيم وزير الداخلية وقتها وهو بيقول "مافيش خرطوش".
احنا اللي هنفضل لآخر عمرنا نسعى ورا إننا نجيب حق شهداء حكم العسكر وكل شهدائنا الأطهار, ومش هيمنعنا عن ده إلا إننا نموت زيهم.
احنا اللي بنهتف بسقوط أي حاكم ظالم في عز جبروته, واحنا اللي هنسقط أي حاكم يتهاون لحظة ف القصاص لكل شهدائنا الأطهار.

السبت، 16 مارس 2013

ثمان أيام من العنف: تقرير لجنة المركز المصري لتقصي الحقائق في أحداث المنصورة




الأحد:-
بداية الأحداث
 بدأت أحداث المنصورة, حسب شهادة مسئول بارز فى التيار الشعبى بالدقهلية, باجتماع للقوى السياسية المعارضة بالمحافظة, اتفقوا خلاله على الدعوة لعصيان مدنى ضد حكم الإخوان, واعتراضاً على سياسات النظام الحاكم, وممارسات وزارة الداخلية القمعية, ودعماً لمدينة بورسعيد, واتفقوا على أن تكون بداية الفعاليات الاحتجاجية فى يوم الأحد 24 فبراير, بتجمع فى الساحة الواقعة أمام مقر محافظة الدقهلية, وهى مكان الاحتجاج الأبرز فى محافظة الدقهلية, منذ قيام ثورة 25 يناير, ويُطلق عليها اسم "ساحة الشهداء", تيمناً بشهداء الثورة.
 وبالفعل, تجمع العديد من النشطاء السياسيين من كافة القوى السياسية المعارضة, وبعض المستقلين, صباح الأحد, فى ساحة الشهداء, المواجهة لمبنى محافظة الدقهلية للدعوة للعصيان المدنى, والتفاوض مع موظفى ديوان المحافظة للانضمام للعصيان المدنى.
 لم يحاول أحد من المشاركين فى الدعوة للعصيان, منع أى موظف عن أداء عمله, لأن الغرض من الفاعلية هو الدعوة للعصيان, وليس إجبار الموظفين عليه, كما قال "ر.ع" أحد النشطاء الذين شاركوا فى الفاعلية.
كانت المفاجأة فى التجاوب الشديد الذى لاقته الدعوة للعصيان, من موظفى ديوان المحافظة, حسبما أكد لنا عدد ممن شاركوا فى هذه الدعوة.
تزامن ذلك مع وقفة احتجاجية نظمها بعض سائقي الميكروباصات والتاكسيات, احتجاجاً على رفض المحافظ مقابلتهم والاستماع إلى مطالبهم, فاجتمع فى ساحة الشهداء, المحتجون مع الموظفين وأصحاب المظالم -على اختلاف مطالبهم- وتعالت الهتافات الغاضبة ضد النظام الحاكم, والمنددة بـ"حكم المرشد", وبعنف وزارة الداخلية المفرط فى التعامل مع الاحتجاجات السياسية والاجتماعية.
 قرر العديد من المشاركين فى هذه الاحتجاجات, الاعتصام فى ساحة الشهداء, لتفعيل الدعوة للعصيان المدنى, وقال أحد المشاركين فى هذا الاعتصام, أن قوات الأمن تعهدت للمعتصمين, بعدم التعرض لهم, شريطة الالتزام بثلاثة أمور هى: (عدم الاعتداء على مبنى المحافظة, أو منع موظفيها من مزاولة أعمالهم, أو قطع الطريق), وقبل المعتصمون بالاتفاق فى مقابل قيام قوات الأمن بحمايتهم, خاصة بعد تواتر الأنباء عن نية أعضاء جماعة الإخوان المسلمين فى التوجه للاعتصام وفضه بالقوة.
الإثنين:-
 صباح الإثنين, توافد العديد من أبناء المحافظة, إلى ساحة الشهداء, للمشاركة فى الفاعليات الاحتجاجية, وامتثل عدد كبير للغاية من موظفى ديوان المحافظة, لدعوة العصيان, وانصرفوا من مكاتبهم وانضموا للمحتجين فى الساحة, بعد التوقيع فى دفاتر الحضور, حسبما أكد لنا "م.أ" أحد موظفى ديوان المحافظة.
 نظم عدد كبير من شباب القوى السياسية, وقفة احتجاجية أمام مبنى المحافظة, للتنديد بالتعذيب المنهجي الذى تمارسه قوات الشرطة, والمطالبة بحق شهداء التعذيب, الذين كان آخرهم الشهيد "محمد الجندى", حسبما قال لنا "إ.ف" أحد المنظمين لتلك الوقفة, وانضم هؤلاء الشباب لأقرانهم المعتصمين.
الميليشيات تظهر من جديد
 فى حوالى الساعة الحادية عشرة صباحاً, فوجئ المعتصمون, بساحة الشهداء, بهجوم عليهم من مدنيين, فى محاولة لفض الاعتصام بالقوة, وعرف المتظاهرون أن المهاجمون ينتمون لجماعة الإخوان المسلمين لأن الهتاف ضد المرشد كان يزيدهم عدواناً وشراسة, كما قال "أ.ط" أحد شهود العيان, الذي أضاف أن الثوار استطاعوا التعرف على بعض المهاجمين, وهم "رضا.إ", و"محمد.ع", و"أيمن.ع", و"راضي.غ", و"عبد المقصود.م", و"مجدي.س", و"عمر.أ", و"حسن.ع", و"إسلام.ع", و"صبحي.ع" (أعضاء من حزب الحرية والعدالة التابع لجماعة الإخوان المسلمين) , وقال شاهد العيان أن المتظاهرين لم يقوموا بتقديم بلاغات رسمية ضد هؤلاء, وذلك لعدم ثقتهم في أن أجهزة الأمن ستتخذ أية إجراءات جدية ضدهم , إلا أن محامى المركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية قام بتحرير ثلاثة محاضر لثلاثة من المعتدى عليهم ضد إثنين من المعتدين, وحملت هذه المحاضر أرقام 2875 و2876 و2877 لسنة 2013 قسم ثان المنصورة.
نظم الإخوان أنفسهم لأربعة فرق, تحرك الأول منهم من يمين المحافظة, والثانى من يسارها, والثالث خرج من باب المحافظة رقم (3), أما الفريق الأخير فقد صعد لأعلى مبنى المحافظة, وأخذت جميع هذه الفرق فى رشق المتظاهرين بالحجارة لإجبارهم على ترك الساحة.

تهديدات برجم النساء الغير محجبات واعتداءات بالجملة تحت بصر الشرطة
اعتدى منتسبي جماعة الإخوان على الإعلاميين المتواجدين لتغطية الأحداث, وعلى السيدات المعتصمات, ونالت السيدات غير المحجبات القسط الأكبر من الاعتداءات, وقال لهم المهاجمون أنهم سيرجمونهن بالحجارة, حسب رواية "م.غ" أحد شهود العيان, وكان من بين المعتدى عليهن, سيدة مسنة, وابنتها الطبيبة"د.مروة ماهر", التي كانت قد هرعت للساحة لعلاج المصابين من المعتصمين, وكذلك ناشطتين آخرتين تدعيان "سلمى", و"فاتن".
 انبرى عدد من الشباب المعتصمين للدفاع عن السيدات المعتدى عليهن, فقام أعضاء الإخوان بخطف ثلاثة منهم, هم "أ.ط", و"س.ص", و"م.م", وأوسعوهم ضرباً بالأيدى والأرجل وقطع الرخام المكسور, وأحدثوا بهم إصابات خطيرة, ثم ألقوا بأحدهم وهو "أ.ط" فى الحديقة الواقعة خلف مبنى المحافظة, وذلك كله فى وجود ضابط الشرطة "أحمد أبو الخير" معاون مباحث قسم ثان المنصورة, الذي لم يحرك ساكناً, كما قال "أ.ط" نفسه.
 اضطر المعتصمون للانسحاب لحي "المختلط" القريب من المحافظة, فى محاولة لتنظيم الصفوف, ورد العدوان المفاجئ, وانتظاراً للمتضامنين, فطاردهم أعضاء الإخوان داخل شوارع الحى, وقذفوهم بالحجارة, ومنع تراشق الحجارة, موظفي ديوان المحافظة من الخروج من باب المحافظة المؤدي لحي المختلط.
 نجح المعتصمون والثوار الذين جاءوا لنجدتهم, فى لملمة صفوفهم, وحاولوا العودة لساحة الشهداء, سالكين الطريق المار من أمام بنك المصرف المتحد, المقابل للمحافظة, وما أن رآهم أعضاء الإخوان الذين احتلوا ساحة الشهداء, حتى عادوا لرشقهم بالحجارة.
 تزامن هذا مع ظهور قوات الأمن أخيراً, وكان هم القوات الأول هو تأمين مقر المحافظة, وإبعاد المتصارعين عنه, فتفاوضت قيادات الأمن مع الإخوان على البعد عن مقر المحافظة قليلاً والتراجع حتى ساحة الشهداء, ومع الثوار على عدم قطع الطريق فى مقابل الإتيان بالشابين اللذين مازالا قيد اختطاف الإخوان لهم.
 أتى الأمن للثوار برفيقيهم المخطوفين بالفعل, وابتعد الثوار عن نهر الطريق, وابتعد الإخوان عن مبنى المحافظة, الذي أصبح فى حوزة قوات الأمن بالكامل, إلا أن الإخوان استمروا فى رشق الثوار بالحجارة, مما دفع الثوار لمبادلتهم قذف الحجارة والتقدم نحوهم للدفاع عن أنفسهم, في ظل اكتفاء الأمن بإطلاق أعيرة الخرطوش في الهواء.
بداية هجوم الأمن
 استمر التراشق بالحجارة بين الطرفين, وأصبح الثوار في نهر الطريق لدفع العدوان المستمر عليهم, فهاجمهم الأمن لمخالفتهم اتفاق عدم قطع الطريق, ومن الطريف أن هجوم الأمن أسقط أحد قيادات الشرطة الذي كان يحاول التفاوض مع الثوار على البعد عن نهر الطريق.
 أطلقت قوات الأمن, قنابل الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين لإبعادهم عن نهر الطريق, فرد المتظاهرون على هجوم الأمن بإلقاء الحجارة على الجنود, الذين بادلوهم التراشق بالحجارة, وطاردت مدرعات الشرطة, الثوار, حتى شارع قناة السويس, واختطفوا بعضاً منهم, ثم تركوهم بعد أن تعرضوا للضرب المبرح, مما أجج الغضب فى نفوس المتظاهرين.
 تزايدت أعداد المتظاهرين الغاضبين من تعامل الأمن العنيف مع الثوار, وسكوته عن ممارسات أعضاء جماعة الإخوان, وتزايدت أعداد قنابل الغاز التي يطلقها الأمن على المتظاهرين, وبدأت قوات الشرطة في استخدام طلقات الخرطوش لمواجهة تزايد أعداد المتظاهرين, مما أوقع العديد من الإصابات فى صفوف المتظاهرين, وذلك في الوقت الذي انصرف فيه أعضاء الإخوان من ساحة الشهداء, إلى حي "توريل" المجاور لمبنى المحافظة .
 أصابت قنابل الدخان التى أطلقها الأمن عيادة "د. جمال خطاب" للنساء والتوليد, الكائنة ببرج المحافظة ب24 شارع الجيش المجاور للمديرية, مما نتج عنه إصابة العديد من الأطفال حديثي الولادة باختناقات شديدة كادت تودى بحياتهم, وأصابت القنابل كذلك كافة شقق إحدى العمارات التى تقع في مدخل شارع قناة السويس, والتى تحوي مقرات عدد من الأحزاب والحركات السياسية, وذلك بعد أن لجأ المتظاهرون لهذه العمارة للاحتماء داخل مقراتها من عدوان الأمن.
 انتشرت أنباء غير دقيقة تفيد بوفاة بعض الأطفال الرضع فى عيادة الولادة المشار إليها سابقاً, مما دفع البعض لإطلاق زجاجات المولوتوف على قوات الأمن, فاشتلعت إحدى المدرعات, مما أثار حفيظة الشرطة, التى انطلق جنودها للانتقام من كل المدنيين, متظاهرين وعابري سبيل, ثأراً لمدرعتهم المحروقة.
 عمارة الثورة
 أمام الهجوم العنيف للأمن, تزايدت أعداد المتظاهرين المتوجهين إلى البناية التي يوجد بها مقار عدد من الأحزاب السياسية, للاحتماء فيها, فهذه البناية الفريدة من نوعها, يوجد بها مقرات أحزاب "التحالف الشعبي الاشتراكي", و"الاشتراكي المصري", و"الكرامة", و"الوسط", و"التيار الشعبي", وبالفعل قامت جميع الأحزاب الموجودة في البناية بفتح مقراتها للثوار, عدا حزب "الوسط", الذي أغلق أبواب مقره أثناء الأحداث
 طاردت قوات الأمن المتظاهرين داخل البناية واعتدت عليهم على سلالمها, وقامت باعتقال بعضهم, ثم تركت البناية, بعد دفاع الثوار عنها, وعن مقرات الأحزاب الثورية التي فتحت أبوابها لهم.
 استمرت الاشتباكات حتى الساعات الأولى من صباح يوم الثلاثاء, إلى أن هدأت بعد طلوع الفجر, مخلفة عشرات الإصابات فى صفوف المتظاهرين, الذين ما لبثوا أن عادوا لساحة الشهداء بعد توقف الأمن عن الهجوم عليهم.
الثلاثاء:-
 استقر الثوار أخيراً في ساحة الشهداء بعد الليلة الدامية, وعاودوا الدعوة إلى العصيان المدنى بحماس أكبر, وكانت استجابة موظفى ديوان المحافظة لدعوتهم أوسع, ولم تسجل دفاتر أمن المحافظة أي محاولة لمنع الموظفين عن أداء عملهم بالقوة, كما أكد لنا "م.أ" أحد موظفي الديوان.
 مر النهار هادئاً, لكن الاشتباكات تجددت قرب الثامنة مساءً, وتكررت أحداث اليوم السابق, بصورة أقل عنفاً, حيث اكتفت قوات الشرطة باستخدام قنابل الغاز فقط, ولم تستخدم طلقات الخرطوش, مما قلل من عدد الإصابات في صفوف المتظاهرين بالمقارنة باليوم السابق, وأعلنت أحزاب "التحالف الشعبي الاشتراكي", و"الاشتراكي المصري", و"الكرامة", و"التيار الشعبي" عن فتح مقراتها للثوار وعن إقامة مستشفيات ميدانية في هذه المقرات, لإسعاف وعلاج مصابي الأحداث, وتكررت محاولة قوات الأمن فى اقتحام مقار هذه الأحزاب الثورية, ولكنها لم تنجح كذلك, ثم هدأت الاشتباكات تماماً قرب منتصف الليل, واستمرت سيطرة الثوار على ساحة الشهداء.
الأربعاء:-
 تحولت البناية الحاوية لمقار الأحزاب الثورية, بمدخل شارع قناة السويس, إلى قبلة للثوار المعتصمين, يقصدون شققها للراحة أو لتناول الطعام أو تضميد جراحهم, وامتد النشاط في هذه المقار لتتحول لمراكز إعلامية, حيث اتخذ الصحفيون والمراسلون من مقار الأحزاب مستقراً ليزاولوا فيه مهنتهم في تغطية الأحداث أولاً بأول, وأصدرت هذه الأحزاب بيانات مؤيدة للثوار ومرحبة بهم وداعمة لهم, وأطلق الثوار على هذه البناية اسم "عمارة الثورة".
بدأت الاشتباكات في ذلك اليوم مبكراً عن سابقيه, ففي حوالي الثالثة عصراً, بدأت قوات الأمن في الهجوم على المتظاهرين الغادين والرائحين من وإلى "عمارة الثورة", بذريعة حماية مقر مديرية الأمن منهم.
فرية مديرية الأمن
 كما أسلفنا, فإن البناية التي تحوي مقار الأحزاب الثورية, والتي أطلق عليها الثوار اسم "عمارة الثورة", تقع في مدخل شارع قناة السويس, المواجه لساحة الشهداء, وبالتالي أصبح الطريق من البناية إلى الساحة وبالعكس مكتظاً بالثوار.
 أما مقر مديرية الأمن فهو يقع على مدخل شارع قناة السويس في الجهة المقابلة لـ"عمارة الثورة", والجدير بالتوضيح أن أحداً لم يتعرض لهذا المقر من قريب أو بعيد, علاوة علي أنه مهجور تماماً لأنه المقر القديم لمديرية الأمن, التى انتقلت بكاملها لشارع الكورنيش, الذي يسميه أهل المنصورة "المشاية", وهو مكان بعيد تماماً عن بؤرة الأحداث.
-           بحجة حماية مقر مديرية الأمن المهجور , هاجمت قوات الأمن, المتظاهرين والمارة بضراوة, وأسرفت في استخدام قنابل الغاز, فبدأ الثوار في رد الهجوم باستخدام الحجارة, فصعدت قوات الأمن من عنفها وبدأت في استخدام طلقات الخرطوش, وأوقعت عدداً كبيراً من الإصابات في صفوف المتظاهرين, وسحلت بعضهم على أسفلت الطريق, واعتقلت آخرين, واحتجزتهم في مبنى مديرية الأمن المهجور, فحاول الثوار اقتحامه لتحرير زملائهم المخطوفين, وهنا ظهر بعض الأشخاص مجهولي الهوية يرتدون الزي المدني من داخل المقر, وهاجموا الثوار, وطاردوهم في الشارع.
 إثر تصاعد وتيرة الاشتباكات, لجأ العديد من المتظاهرين إلى "عمارة الثورة" للاحتماء فيها, إلا أن قوات الأمن قامت باقتحام مقرات حزب التحالف الشعبي الاشتراكي, والحزب الاشتراكي المصري, والتيار الشعبي, واعتقلت عدداً من المتواجدين بداخلهم منهم "إسلام فؤاد" و"عبد الرحمن غريب" و"إسلام العيسوي", وأطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع داخل المقرات, التي سجلت مستشفياتها الميدانية 72 إصابة بطلقات الخرطوش في هذا اليوم وحده, كان من بينها 7 إصابات في العيون, وأخطرها للمصاب "كريم عادل".
 استمرت اشتباكات هذا اليوم حتى الفجر, ثم انسحبت قوات الأمن من الشوارع لتسود حالة من الهدوء النسبي.
الخميس:-
 بعد انتشار أخبار معارك المنصورة, واقتحام مقرات أحزابها, والاعتداء على المستشفيات الميدانية, توافد على المنصورة العديد من أبناء المدن والمحافظات المجاورة لمساندة أبنائها في التصدي لهجمات قوات الأمن الوحشية, التى بدأت في هذا اليوم في حوالي السابعة والنصف مساءً لتأخذ الاشتباكات نفس إيقاع الأيام السابقة, مع تطور نوعي تمثل في امتداد المواجهات لشوارع حي "توريل", بعد أن طارد الأمن المتظاهرين حتى هناك, واشتركت بعض العناصر المدنية مع الأمن في الهجوم على الثوار باستخدام قنابل المولتوف, وقال "ن.ع" أحد النشطاء السياسيين أن هؤلاء المدنيين ينتمون لجماعة الإخوان المسلمين, وأضاف "ن", أن هؤلاء المنتمين للإخوان اشتركوا مع قوات الأمن في محاصرة المستشفيات الميدانية, لمنع تلقي المصابين للعلاج فيها, وكذلك منع الأدوية من الوصول للمستشفيات, وقال أيضاً أن قوات الأمن قامت بمطاردة سيارات المواطنين التى تطوعت لإنقاذ المصابين, بمساعدة من عناصر الإخوان التى قادها "صابر.ز" القيادى بالجماعة في الدقهلية.
خلفت اشتباكات ذلك اليوم أعداداً كبيرة من المعتقلين والمصابين في صفوف المتظاهرين, ثم هدأت الاشتباكات كالعادة قرب الفجر.
الجمعة:-
 دعت القوى الثورية في المحافظة لتنظيم مسيرات تحت اسم "التعدي على السيدات خط أحمر", وانطلقت هذه المسيرات بعد صلاة الجمعة من مساجد عديدة بالمدينة, وشارك فيها آلاف المتظاهرين, والتقت هذه المسيرات في ساحة الشهداء بميدان الثورة, وعندما وصل المتظاهرون للميدان وجدوا سيارت الإسعاف مرابضة في الميدان تحسباً لوقوع أحداث عنف, ولم يمر الكثير من الوقت حتى بدأ هذا العنف في الخامسة مساءً تقريباً, حيث هاجمت قوات الأمن المتظاهرين بضراوة, لإبعادهم من أمام مبنى المحافظة, على الرغم من عدم حدوث أية محاولة لاقتحام المبنى من قبل المتظاهرين, كما أكد "ر.ع" أحد شهود العيان, وطارد الأمن المتظاهرين في الميدان, , وفي شارع قناة السويس, بالهراوات وقنابل الغاز والمدرعات, ودهست مدرعات الشرطة عدداً من المتظاهرين, مما نتج عنه استشهاد أحدهم, ويدعى "حسام الدين عبد الله عبد العظيم", والبالغ من العمر 35 عاماً, إثر قيام المدرعة بدهسة ذهاباً وجيئة, فتهشمت جمجمته, ولقى مصرعه في الحال, مما ألهب مشاعر المتظاهرين الذين بدأ بعضهم في إلقاء قنابل المولوتوف على قوات الأمن, وتسببت هذه القنابل في احتراق ثلاثة مدرعات بالكامل, واضطرت قوات الأمن للانسحاب تماماً من شارع قناة السويس إثر اشتداد مقاومة الثوار للعدوان, قبل أن تعاود هذه القوات الهجوم على الثوار مستخدمة الرصاص الحي الذى أصاب ثلاثة من المتظاهرين, حسب أقوال شاهد العيان "ر.ع", الذي أضاف أن سيارات الإسعاف رفضت إنقاذ المصابين, رغم تواجدها في موقع الأحداث من قبل بداية المواجهات, وكان من بين هؤلاء المصابين, "مها صبري", و"سامية السيد" اللتان أصيبتا إثر ضربهما بالشوم من قبل المدنيين المرافقين للأمن, وتمادت قوات الأمن في استخدام رصاص الخرطوش, وأحدثت عشرات الإصابات في صفوف المتظاهرين, وكان منها عدة إصابات خطيرة, كحالة المتظاهر "أحمد علي" الذى أصيب بخرطوش الشرطة في عينه.
المستشفيات الميدانية تحت القصف
 هاجمت قوات الشرطة, المستشفيات الميدانية, بقنابل الغاز, وطلقات الخرطوش, وحاولت القبض على أحد مسئولى المستشفى الميداني بمقر التيار الشعبى, الذى يدعى "طه لمعي", إلا أن المتظاهرين نجحوا في تخليصه من يدهم.
 انسحبت قوات الأمن من أمام "عمارة الثورة", بعد أن ذاعت أخبار الاعتداء على المستشفيات الميدانية فى الإعلام, وأثارت العديد من الانتقادات التي وصفت هذه الاعتداءات المتكررة على المستشفيات الميدانية بجرائم الحرب.
 هدأت الأوضاع نسبياً بعد انسحاب قوات الأمن من محيط "عمارة الثورة", إلا أنها اشتعلت مرة أخرى, عندما قام مدنيون بمعاودة حصار البناية, وعاودوا أيضاً الاعتداء على السيدات, وكذلك عاودوا اختطاف بعض الثوار, وسلموهم للأمن, وقال شهود العيان أن هؤلاء الأشخاص, كانوا مسلحين بكافة أنواع الأسلحة, حتى النارية منها, وأن هذه الافعال حدثت تحت سمع وبصر قوات الأمن, التى وصف الشهود أفعالها بالتواطؤ الصريح مع هذه العناصر المدنية, التى أجمع شهود العيان على انتمائهم لجماعة الإخوان المسلمين, لسابق معرفتهم بهم.
 بعد تمكن الثوار من رد هذا الهجوم, اضطرت عناصر جماعة الإخوان, للتراجع حتى مبنى مديرية الأمن القديمة, المواجه لـ"عمارة الثورة", واعتلى بعض هذه العناصر, مقر المديرية بمساعدة الأمن, وقاموا بإطلاق طلقات الخرطوش على الثوار, مما أوقع بعض الجرحى مرة أخرى, وكان من بين هؤلاء الجرحى, أربعة من الشباب الذكور, وسيدة, وأصيب أحد الشباب بطلق خرطوش, بعد أن كان قد خرج لتوه من المستشفى الميدانى بعد تلقيه إسعافاً لإصابة سابقة بالخرطوش أيضاً, كانت قد حدثت له قبل زمن يسير, وارتفع معدل إصابات الخرطوش حتى وصل 12 حالة, منها بعض الحالات في العيون.
عجز المستشفيات الميدانية عن مواجهة تزايد الإصابات
نفذت مستلزمات الإسعافات الأولية من المستشفيات الميدانية عن بكرة أبيها, بعد أن زادت حالات الإصابات بدرجة كبيرة إثر المواجهات العديدة بالغة العنف التي شهدها ذلك اليوم, وتكرار حصارها ومنع وصول الإمدادات الطبية إليها, ولم يستطع أحد من متطوعى المستشفيات الميدانية حصر عدد الإصابات بدقة في هذا اليوم من كثرة ما ورد إليهم من جرحى.
المستشفيات الميدانية تحت القصف مرة أخري
 بعد أن اشتعلت المواجهات بين المنتمين للإخوان, والثوار, عاودت قوات الأمن هجومها على الثوار, وأحبرتهم على التراجع حتى "عمارة الثورة", التي عاودت قوات الأمن حصارها, وإطلاق القنابل المسيلة للدموع, بل وطلقات الخرطوش على المستشفيات الميدانية الواقعة بها, واقتحمت مقرات الأحزاب مرة أخرى, إلا أن الثوار حاولوا الدفاع عما اعتبروه ملجأهم المتمثل في "عمارة الثورة", وردوا هجومها على مقرات الأحزاب الثورية والمستشفيات الميدانية, وأجبروا القوات على كسر الحصار والتراجع, مما نقل المواجهات إلى الشوارع الجانبية, ونجم عن هذه المواجهات, اعتقال العديد من شباب المتظاهرين, قبل أن تنسحب لتنتهى بذلك أحداث ذلك اليوم الدامى, الذي سجل أول حالة استشهاد في صفوف المتظاهرين, والذي اتفق المتظاهرون على تشييع جنازته في صباح اليوم التالى.
 استدعت النيابة العامة رقيب الشرطة/ "محمد داوود صديق", ووجهت له اتهاماً بدهس الشهيد "حسام عبد الله", أثناء قيادته لمدرعة الأمن المركزي رقم 14 ب / 5679 زيتية اللون, وأصدرت قراراً بحبسه أربعة أيام على ذمة التحقيقات, إلا أن قاضى المعارضات أصدر صباح الخميس 7/3/2013, قراراً بإخلاء سبيله بضمان مالى قدره خمسة آلاف جنيه.
السبت:-
 تجمع المتظاهرون أمام مستشفى المنصورة الدولي, انتظاراً لخروج جثمان "حسام عبد الله", شهيد اليوم السابق, وانطلقوا بها إلى جامع النصر, الذي صلوا فيه على روح الشهيد, وحملوا جثمانه الطاهر, وطافوا به شارع قناة السويس, الذي شهد واقعة دهسه بمدرعة الشرطة, ثم توجهوا به لشارع الجيش, في طريقهم إلى مدافن "العيسوي", التى تعد أكبر المدافن بالمحافظة, لإيصاله إلى مثواه الأخير, إلا أنه أثناء مرور الجنازة في خط سيرها الطبيعي للمدافن, مروا بسجن المنصورة القريب من المدافن, فهتف المشيعون ضد وزارة الداخلية وممارساتها الإجرامية التى كان أحدثها آنذاك, قتل الشهيد "حسام عبد الله" صاحب الجنازة, فما كان من قوات الأمن التي تتولى حراسة السجن إلا أن قامت بإطلاق الغازات المسيلة للدموع وطلقات الخرطوش على المشيعين, مما أحدث عدداً من الإصابات بين المشيعين, إلا أن الجنازة واصلت سيرها حتى وصلت بجثمان الشهيد لمثواه الأخير, إلا أن الكيل كان قد طفح بالثوار, مما دفعهم للعودة لساحة الشهداء, وقام بعضهم باقتحام مقر مديرية الأمن القديم, في تصعيد رمزي ضد عنف الأمن.
 قامت قوات الأمن بالرد باستخدام طلقات الخرطوش, وبلغ عدد مصابي الاشتباكات حوالي 88 مصاباً بالخرطوش, منهم 3 إصابات بالعيون, حسب آخر تقارير للمستشفيات الميدانية قبل اقتحامها.
إقتحام آخر لمقرات الأحزاب والمستشفيات الميدانية
 ارتأت قوات الشرطة أن اقتحام البعض لمبنى مديرية الأمن القديم, هو إهانة بالغة, فكان ردها باقتحام "عمارة الثورة", التي كانت غرفة عمليات الثورة, ومأوى الثوار في الأيام السابقة, فقامت قوات الأمن باقتحام مقرات أحزاب "التحالف الشعبي الاشتراكي", و"الاشتراكي المصري", و"الكرامة", و"التيار الشعبي", وأتت على الأخضر واليابس في المقرات, واعتدت بالضرب وبالعصي وكعوب البنادق, على المتواجدين بها, وكان منهم النشطاء السياسيين "إبراهيم فضلون", و"طه لمعي", و"هدير مكاوي" و"يسري زيدان", و"طارق شعبان", و"محمود عبد العليم", والصحفي "علاء القهوجي" المصاب بالقلب, و"خالد حنفي" الذى ضربه أحد الجنود بالعصا في عينه اليسرى, وأجبر الجنود, مصور جريدة "الوطن" المدعو "سمير وحيد" على القفز من الطابق الثالث للنجاة من اعتداءات الأمن.
 بعثر الجنود مستلزمات المستشفيات الميدانية, وأرهبوا الأطباء, وأتلفوا الأدوية, وقبضوا على عدد من المتواجدين بالمقارات, من بينهم أحد المصابين الذين كانوا يتلقون العلاج, وقطعوا الكتب والأوراق الموجودة فى المقرات, وكسروا أثاثها, وأجهزة الكمبيوتر وآلات التصوير الموجودة بها, ولم يكتفوا بذلك, بل قاموا بإطلاق قنابل الغاز وطلقات الخرطوش داخل المقار لإرهاب المتواجدين, ثم قاموا بترحيل المتواجدين, وإغلاق البناية بالكامل, وحاصروها بالمدرعات لمنع دخول أحد إليها من الساعة 8 مساءً, وحتى 12 صباحاً, ثم انصرفوا بعد أن يأس المتظاهرون من الوصول لملجئهم .
حوادث اختطاف بالجملة
 قامت قوات الأمن باختطاف "حسن فريد" مصاب أحداث الثورة في يناير 2011, من أمام "عمارة الثورة", في ساعة متأخرة من الليل, وقال "حسن" أنه تم احتجازه داخل المدرعة, وفتح قنبلة غاز في وجهه, مما أصابه بحالة اختناق وتشنج, ثم تم نقله للمقر القديم لمديرية الأمن حيث تعرض للضرب, قبل أن يتم نقله في مدرعة أخرى, وإلقائه على الطريق الزراعي بين قريتى "شها"و و"سلمون" بكامل متعلقاته, وعثر عليه بعض النشطاء مساء السبت.
 قام مدنيون أيضاً باختطاف الناشط "راجى عادل", واعتدوا عليه بالضرب قبل أن يطلقوا سراحه.
 وقال أحد الشباب, ويدعى "يوسف شعبان حمزة" أنه يبحث عن صديقه "عبده الفتاح البحراوي", من وقتها ولكنه لم يجده.
 قدمت الأحزاب بلاغات للنيابة العامة, للتحقيق في وقائع اقتحام مقراتها, إلا أن النيابة العامة لم تجرِ أى تحقيقات فى هذه الوقائع حتى الآن.
الأحد:-
 صباح الأحد انطلقت تظاهرة كبيرة من جامعة المنصورة, دعت لها مختلف القوة السياسية بالمحافظة, وشارك فيها عدد من رموز الثورة, وانضم إليهم آلاف الطلاب والمواطنين, وانطلقوا لساحة الشهداء, للتأكيد على مواصلة النضال ضد النظام الحاكم وسياسات وزارة داخليته القمعية, ووصلت التظاهرة بسلام للساحة, دون اشتباكات مع الأمن هذه المرة, ربما لوجود عدد من رموز التيارات السياسية بين المتظاهرين, إلا أن الاشتباكات تجددت مرة أخرى فى المساء, ولكنها لم تشهد وقوع إصابات خطيرة كالأيام السابقة, وسرعان ما انتهت.
 إلا أنه لم يفت قوات الأمن أن تمارس عادتها اليومية في اقتحام "عمارة الثورة", لولا تصدي قيادات الأحزاب والمحامين لهم.
الإثنين:-
 مر اليوم هادئاً ودون أحداث عنف, سوى بعض الاشتباكات الطفيفة بين قوات الأمن والمتظاهرين فى ساحة الشهداء, بالقرب من الثامنة مساءً, إلا ان هذه الاشتباكات توقفت لمرور "زفة" عروسين, بين الطرفين!
الثلاثاء:-
أضرب الأمن, فانتهى العنف
 أعلنت قوات الأمن المركزي, امتناعها عن الاشتراك في المواجهات مع الثوار, وطلبت إبعادها عن النزاعات السياسية, خاصةً بعد القبض على أحد أفرادها واتهام النيابة له بقتل الشهيد "حسام عبد الله", وأصدارها قراراً بحبسه (أخلي سبيله فيما بعد).
 وكان اللافت للانتباه أن اليوم لم تحدث خلاله أية اشتباكات أو أحداث عنف, رغم انطلاق مظاهرة ضخمة بقيادة عدد من رموز الثورة المصرية, في محاولة من الثوار للتأكيد علي أنهم لا يبادرون بالعنف, وأن سبب العنف الرئيسي هو إصرار السلطة السياسية على مواجهة الاحتجاجات بالحلول الأمنية التي ثبت فشلها مراراً وتكراراً.
الأربعاء:-
 استمر إضراب قوات الأمن, واستمر غياب العنف, وشهدت المدينة مسيرات صغيرة للتأكيد على مواصلة الثورة, والمطالبة بحق شهدائها, وخاصة شهيد المنصورة "حسام عبد الله".
إضافة إلي أن أعضاء مجموعة "الأولتراس" نطموا تظاهرة كبيرة أمام مديرية الأمن الجديدة ذاتها, ولم تحدث أى أحداث عنف, ولا محاولات اقتحام للمديرية, ولا أى شىء من هذا القبيل
الخميس:-
 تصاعد إضراب الشرطة عن العمل, وامتد أثره لتتوقف أقسام الشرطة عن العمل تماماً, وتمتنع عن استقبال أى بلاغات أو تحرير أى محاضر للمواطنين, بل أن الشرطة لم تقم بنقل متهمى الأحداث الأخيرة للمحكمة في مواعيدهم القانونية, ووصل الأمر لغياب عساكر المرور عن الشوارع, مما تسبب في حدوث اختناقات مرورية كبيرة, وتطوع بعض المواطنين لتنظيم المرور الذي يزداد تكدسه في أيام الخميس بطبيعة الحال.
=
للاطلاع على التقرير كاملاً بصيغة Pdf. اضغط هنا

السبت، 2 فبراير 2013

تقرير تقصي الحقائق عن أحداث الذكرى الثانية للثورة في السويس وبورسعيد


مقدمة:
تحاول السلطة تحويل الثورة إلى أيقونة.. مجرد ذكرى للاحتفال، وكأن ما قامت من أجله الثورة أصبح في مستطاع الشعب وتحققت كل مطالبها وتم القصاص من دماء الشهداء وتعويض المصابين عما لحق بهم من عاهات مستديمة. العكس هو الصحيح أن الثورة ما زالت مستمرة ومطالبها لم يتحقق منها شيئا يذكر، وقتلة الثوار ما زالوا أحرار، بل ويقتلون كل يوم المزيد.
في مدن القناة كانت ذكرى الثورة الثانية هي الأعنف على الإطلاق، فسكان تلك المحافظات ليسوا فقط كباقي مدن ومحافظات مصر لم يحصدوا بعد ثمار الثورة ولم يقتصوا بعد من قتلة شهدائهم، بل أيضا –وهو الأهم- هم المنسيون المهمشون، وأحيائهم بلا خدمات وقضاياهم ما زالت معلقة، بل يتم استخدامهم أبنائهم ككبش فداء لقتلة اعتادوا القتل بدم بارد.
تزامنت أحداث الذكرى الثانية للثورة مع محاكمة أبناء بورسعيد ليأتي الحكم ويقدمهم هم الآخرين كضحايا مثل ما ذهبوا في مذبحة بورسعيد من شهداء الأولتراس الـ72 الذين قتلتهم يد الغدر انتقاما منهم على مشاركتهم في الثورة وعدائهم للشرطة التي كانت تقمعهم في مدرجات الدرجة الثالثة كمشجعين فقراء للنادي الأهلي.
نزل الحكم بإعدام 21 من أبناء بورسعيد كالصاعقة على شعب المدينة الباسلة التي باتت تقدم ضحايا عند كل اجتياح سواء من العدو الصهيوني أو من قوات الشرطة المصرية، وانتفض الأهالي دفاعا عن أبنائهم مطالبين بتقديم القتلة الحقيقيين للعدالة ليقدموا شهداء على يد قناصة الداخلية عددا فاق المحكوم بإعدامهم، لتنتفض المدينة ضد القتل العشوائي غير المبرر سوى المطالبة بالعدالة والقصاص من المجرمين الحقيقيين.
وفي السويس التي أطلقت شرارة ثورة 25 يناير واستمرارها بدءا من يوم 28 يناير 2011 كان أيضا الأهالي على موعد مع عنف الشرطة التي غدرت بهم وهم عزل وسلميين أثناء تقديم مطالبهم للمحافظة.
الدرس الذي يجب أن تتعلمه السلطة والنظام أيا ما يكونوا هو أن الثورة ما زالت تنبض في الأحياء السكنية وأماكن العمل، وأن مطالبها ما زال هذا الشعب العظيم يرفعها حتى تتحقق شعاراتها كاملة “عيش، حرية، عدالة اجتماعية”.

السويس

 من مطالب اجتماعية إلى القتل العمد

 قبل الذكرى الثانية لثورة 25 يناير بعدة أيام, توافد العديد من أبناء محافظة السويس على مبنى المحافظة لتقديم طلبات خاصة بتحسين مستوى الخدمات والعمل على حل مشاكل أهالي المحافظة, ولكنهم قوبلوا بتجاهل تام من قبل المحافظ المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين “سمير عجلان”, فقرر العديد من أصحاب هذه الطلبات أن يقدموها فى إطار حملة شعبية تتزامن مع فاعليات إحياء ذكرى الثورة فى يوم 25 يناير.
على أثر ذلك, قام اللواء “عادل رفعت” مدير أمن السويس باستدعاء بعض الشخصيات العامة فى المدينة, وعدد من ممثلى القوى السياسية والنشطاء السياسيين, للاتفاق معهم على ضرورة خروج فاعليات إحياء ذكرى الثورة بصورة سلمية, فكان طلب الحاضرين هو ألا تمنع قوات الأمن, المتظاهرين, من دخول مبنى المحافظة لمقابلة المسئولين حتى يتمكنوا من تسليم مطالبهم.
 وفى يوم 25 يناير انطلقت عدة مسيرات سلمية من أماكن مختلفة فى المدينة وتجمعت فى ميدان الأربعين, وانتظمت فى مظاهرة واحدة اتجهت نحو مقر المحافظة لتسليم بيان بمطالب استكمال الثورة وطلبات أبناء المحافظة الخاصة بالخدمات والوظائف وما إلى ذلك.
 قامت قوات الأمن المكلفة بتأمين مبنى المحافظة بإفساح الطريق أمام المتظاهرين لدخول الفناء الخارجى لمقر المحافظة, ومقابلة المسئولين, حسب الاتفاق المسبق مع مدير الأمن, إلا أنه بعد دخول مقدمة المسيرة لفناء المحافظة, قام جنود الأمن المركزى بفصل المشاركين فى المظاهرة عن بعضهم, وحاصروا الموجودين بفناء المحافظة, وقاموا بمهاجمة الباقين باستخدام قنابل الغاز المسيل للدموع.
قام ضباط الأمن والجنود بمهاجمة المتظاهرين بأقذع الألفاظ, وسبوا المدينة وأهلها, وقال العديد من شهود العيان, أن ضباط وجنود الشرطة كانوا يتعاملون مع المتظاهرين بطريقة شديدة العدائية, مما بدا وكأنه ثأر بين الشرطة وبين أبناء المدينة الباسلة التى كانت شرارة الثورة ضد نظام مبارك والسياسات القمعية التى مارستها قوات الأمن فى عهده, وخص العديد من شهود العيان, ضابطا يدعى “شريف الشربيني” بالذكر, وقالوا أنه كال التهديد والوعيد للمتظاهرين, ووجه إليهم كافة أنواع البذاءات والإهانات, وأنه كان من أكثر الضباط الذين استخدموا العنف ضد المتظاهرين.
اجتمع مدير الأمن مع بعض ممثلى القوى السياسية فى محاولة للتهدئة, إلا أن هذه المحاولات لم تنجح بسبب استمرار قوات الأمن فى الهجوم على المتظاهرين.
تحدث بعض شهود العيان عن قيام بعض المدنيين فوق سطح مبنى الأمن الوطنى المجاور للمحافظة, بإطلاق الأعيرة على المتظاهرين مما تسبب فى اشتعال الأوضاع.
اعتلى الجنود, مبنى الديوان القديم للمحافظة, ومبنى مديرية الأمن, وقاموا برشق المتظاهرين بقنابل الغاز وبالحجارة, مما دفع بعض المتظاهرين لمبادلتهم التراشق بالحجارة, وقام مجهولون برشق الجنود بزجاجات المولوتوف و”البارشوتات”, مما نتج عنه إصابة أحد الجنود.
ممارسات خطيرة علي الدولة أن تفتح فيها تحقيق فوري وأن تضمن عدم تكرارها :
أولا : هياج الأمن المركزي
بعد إصابة مجند الأمن المركزي, استغل الضباط إصابته, وأشاعوا بين الجنود خبر وفاته قبل حدوثها, مما جعل الجنود فى حالة هياج شديد, وانطلقوا يحرقون الأخضر واليابس, وفتحوا نيران أسلحتهم على المتظاهرين والمارة, وطالت أيديهم سائر العقارات والمنقولات الموجودة فى المنطقة المحيطة بالمحافظة, بالتكسير والإتلاف, واقتحموا قاعة أفراح تسمى “كازابلانكا”, وحطموا كل ما فيها, وروعوا ضيوف حفل الزفاف الذي كان مقاما في القاعة, آنذاك.
وبالرغم من أن تصريحات ضباط الشرطة بالمحافظة, أكدت على أن جنود الأمن المركزي لم يفارقوا محيط مبنى المحافظة, وبأنهم لم يكونوا مسلحين إلا بالعصى, فإن جميع شهود العيان أكدوا أن جنود الأمن المركزى قد عبروا حديقة “الخالدين”, وأخذوا يطلقون الأعيرة الحية والخرطوش بصورة هيستيرية فى كافة أنحاء المنطقة المحيطة بالمحافظة, واعتدوا على المتظاهرين والمارة بكعوب الأسلحة, وبالعصى.
ذهبنا إلى شارعي الجلاء والنهضة بالقرب من مبنى المحافظة, بعد عدة أيام من الاشتباكات, فوجدنا الشارع به آثار دماء, وبقايا زجاج مكسور, وأغلب المحال التجارية فى الشارع وقد تعرضت للتكسير والسلب, وجدنا كذلك العديد من السيارات المحطمة والمحترقة, وشاهدنا الحجارة المكسورة فى كل شبر من الشارع, كما تراءى لنا آثار إطلاق الرصاص فى جدران البنايات الموجودة بالمنطقة.
وأسفرت ممارسات جنود الأمن المركزي, عن تدمير عدة محلات, منها مقهى “الفيشاوي”, صالون حلاقة “نمبر وان”, مكتب “عبد الحميد فرج للمقاولات”, محل “أكوا تريد”, معرض سيارات, قهوة “نيو سوريا”, كافيتيريا “الأشجار”, مقهى “أم كلثوم”, دراي كلين “الباشا”.
كذلك قام جنود الأمن المركزى بإحراق وتكسير عدد كبير من السيارات, من ضمنها: سيارة دايو لانوس مملوكة للمواطن “علي البدري”, سيارة فيات سيينا مملوكة للمواطن “علاء البدري”, سيارة شاهين مملوكة للمواطن “محمد فتحي”, سيارة أوبل مملوكة للمواطن “حسام عجمي”, سيارة فيات 132 مملوكة للمواطن “رضا الأبيض”, سيارة سبيرانزا مملوكة للمواطن “خالد السرحة”.
ثانيا : عمارة كمبورس: من قصف الصهاينة إلى قصف قوات الأمن المركزي:
 أمام مبنى المحافظة بالسويس, وفى تقاطع شارعي الجلاء والنهضة, تقع بناية شهيرة تدعى “عمارة كمبورس”, شاء حظها العثر أن تتعرض للقصف على يد العدو الصهيوني في كل الحروب التي شنها على المدينة الباسلة, ثم يشاء ذات الحظ العثر أن تعتدي قوات الأمن المصرية على هذه العمارة وسكانها فى جميع الاشتباكات التى حدثت منذ بداية الثورة وحتى الآن, ورغم أن سكان البناية دأبوا على تقديم المأكولات والهدايا لقوات الأمن المتمركزة لحماية المنطقة, اتقاءً لشرهم.
أكد سكان البناية أن جنود الأمن المركزي أطلقوا قنابل الغاز على مواسير الغاز الطبيعى مما تسبب فى نشوب حريق كبير, وعندما جاء رجال الإطفاء لإخماد الحريق, قام جنود الأمن المركزي بالاعتداء عليهم ومنعهم من ممارسة عملهم, مما تسبب فى زيادة الخسائر الناجمة عن الحريق.
وأضاف سكان البناية أن قوة الجيش المتمركزة أعلى سطح العمارة لم تسلم من إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع من قبل الأمن المركزي كذلك.
وقال “علاء البدري” أحد سكان البناية, أن نجله البالغ من العمر ستة أشهر قد تعرض للاختناق من جراء الغاز المسيل للدموع, لولا أنه نقله للمستشفى, ونجح الأطباء فى إنقاذ حياته فى اللحظة الأخيرة, كما أن هجوم الأمن المركزي تسبب فى احتراق سيارة والده “على البدرى” ماركة “دايو لانوس”, بالإضافة إلى تكسير سيارته الخاصة ماركة “فيات سينا”, وأنه ذهب لتحرير محاضر بهذه الوقائع فى قسم السويس قبيل احتراقه, واتهم فيه جنود الأمن المركزي بارتكاب هذه الأفعال, إلا أن النيابة العامة لم تسمع أقواله فى هذه البلاغات حتى الآن.
كما قال صاحب مقهى “الفيشاوى” أن جنود الأمن المركزى هاجموا المقهى واعتدوا على رواده, وتسببوا فى اشتعال النيران فى أجزاء كبيرة من المقهى بعد إطلاق النار على أنابيب البوتاجاز الموجودة بالمكان, واتهم جنود الأمن المركزي بإحداث العديد من التلفيات بالمقهى, وأضاف أنه لولا دفاع شباب الثورة عن المقهى ورواده لحدث ما لا يحمد عقباه.
فيما قال “محمد سعد”, أحد سكان برج النهضة المواجه لمبنى المحافظة, أن رصاص الأمن المركزي قد اخترق زجاج منزله الواقع بالدور الأول من البرج, وأضاف أن جنود الأمن المركزي قد اقتحموا صالون الحلاقة الخاص به, والذى يقع أسفل البناية, وعاثوا فسادا بكل ما فيه, اعتقادا منهم بأن المتظاهرين يحتمون فيه.
ثالثا : محاولة إستخدام المساجين كدروع بشرية
فى السادس والعشرين من يناير, توجهت قوة من الجيش لسجن عتاقة المجاور لقسم عتاقة, لنقل المساجين, خوفا من حدوث محاولة لاقتحام السجن, فتذمر المساجين ورفضوا نقلهم خارج المحافظة, حتى لا يتحمل أهاليهم مشقة زيارتهم فى محافظات أخرى, فتعامل حرس السجن معهم بمنتهى القسوة لترحيلهم بالقوة, فأشعل المساجين النار فى البطاطين الخاصة بهم اعتراضا على التعامل القاسي معهم, فتمادت الشرطة فى استخدام العنف معهم, واشتعلت الأحداث أكثر عندما توجه أهالى المساجين للاطمئنان على أبنائهم, فقامت قوات الشرطة بوضع بعض المساجين أعلى برج السجن, واتخذوهم كدروع بشرية حتى يتجنبوا مهاجمة الأهالي للسجن, وأطلقت الشرطة الأعيرة النارية لتفريق الأهالي, فأصيب أحد المساجين, ويدعى “مصطفى شفة” -17 سنة- بطلق ناري في الرقبة ولقي مصرعه على الفور, وصرح ضباط السجن بأن سبب وفاته هو طعنة من “مفك” على يد أحد زملائه, وذلك بالمخالفة للواقع.
 تمكنت قوات الجيش بعد ذلك من استلام المساجين, ونقلهم لسجون أخرى.
رابعا : أقسام الشرطة خاوية:
في ظل ما أحدثه جنود الأمن المركزي من فوضى ودمار, كان من المستحيل أن يستمر المتظاهرون في محيط مقر المحافظة, فتوجهوا لمواصلة التظاهر أمام قسم السويس, احتجاجا على همجية الشرطة فى التعامل مع المظاهرات, فأطلق عليهم الضباط والجنود, الأعيرة النارية لتفريقهم, وهنا ظهر بعض الملثمين الذين ردوا بإطلاق قنابل المولوتوف على القسم, حتى احترق, وفر منه ضباطه وجنوده, بعد أن أخذوا متعلقاتهم, وأسلحتهم, واستغل بعض الخارجين عن القانون, الفرصة, وسلبوا محتويات القسم.
وفى هذه الأثناء, علم العاملون بقسم “الأربعين”, بما حدث, فخافوا من مواجهة مصير قسم السويس, فاستبقوا وصول المتظاهرين, بترك القسم خاليا, وفروا بأسلحتهم, فقام مجهولون باقتحام القسم والاستيلاء على المنقولات الموجودة به ، وفيما يخص قسم “فيصل”, قال الأهالي أن بعض تجار المخدرات من قاطني منطقة “الإمام” المجاورة للقسم, استغلوا الأحداث وتوجهوا ناحية القسم, وتبادلوا إطلاق النار مع جنود وضباط قسم “فيصل”, مما دفع الضباط والجنود للهرب من القسم بعد أخذ أسلحتهم, وخلع بزاتهم الرسمية, وتكرر ذات الأمر تقريبا مع قسم “الجناين” باختلاف بعض التفاصيل الطفيفة, حسب أقوال شهود العيان.
 وأوضح بعض الأهالي, أنه تم تسليم بعض من المنقولات التى خرجت من الأقسام, إلى قوات الشرطة العسكرية, بواسطة شباب الثورة
خامسا : غياب بعض الأجهزة المختصة من المحافظة تماما منذ يوم 25 وبعدها
  • لا وجود للشرطة نهائيا في السويس, سوى بعض ضباط المباحث فى قسم عتاقة بالسويس, اكتشفنا وجودهم بالصدفة البحتة, عندما طلبنا من قوات الجيش المسئولة عن تأمين سجن عتاقة, الدخول لمعاينة السجن, وقال لنا سالفي الذكر أنهم لا يريدون أن يعرف أحد بتواجدهم فى مكانهم, كما أنهم رفضوا السماح لنا برؤية السجن أو تفقد القسم, بالرغم من تمكن بعض القنوات الفضائية من تصوير السجن بالكامل.
  • الذى يتولى تنظيم المرور فى المدينة, هم جنود الشرطة العسكرية.
تتمركز قوات الشرطة العسكرية عند مجمع المباني الحكومية, الذي يضم المحافظة, ومديرية الأمن, ومحكمة السويس, والنيابة العامة, ومبنى جهاز الأمن الوطني, كما تقوم بتأمين الكنائس الموجودة بالمدينة, وكذا مقار البنوك الحكومية, وانتشرت قوات الجيش على مداخل ومخارج المدينة للتأمين.
  • النيابة العامة لا تعمل فى السويس, منذ الجمعة 25 يناير, وحتى يوم 31 يناير.
لم يجد المجني عليهم في الأحداث, أو ذويهم, أى جهة رسمية يقدمون إليها بلاغاتهم فيما تعرضوا له, فى ظل غياب الشرطة والنيابة العامة.
قامت الشرطة العسكرية بأخذ أقوال بعض المجني عليهم في مستشفى السويس, ووعدتهم بإحالتها للنيابة العسكرية, حتى تحيلها الأخيرة بدورها للنيابة العامة حين عودتها للعمل.
رفضت النيابة العسكرية بالسويس, استقبال أى بلاغات من المواطنين, لخروج ذلك عن اختصاصها.
  • لم نجد من يعطينا أي إحصائيات عن الشهداء والمصابين فى مستشفى السويس العام, اللهم إلا بعض العاملين الذين تطوعوا لإعطائنا بيانات المصابين الأربعة الذين ظلوا موجودين بالمستشفى لحين زيارتنا لها.
  • تم نقل بعض مصابي الأحداث لتلقي العلاج في مستشفيات القاهرة والإسماعيلية والزقازيق, لعجز مستشفى السويس العام عن تقديم العلاج الكافي لهم.
  • رفض المسئولون فى ثلاجة حفظ الموتى إعطائنا أية معلومات عن عدد المتوفين فى الأحداث أو كيفية وفاتهم, وقالوا لنا أن هذه المعلومات غير مصرح بخروجها إلا للمخابرات الحربية!.
حاولنا الوقوف على سير العمل بقناة السويس, وموانئ المدينة, وأحوال الصيد, إلا أننا لم نتمكن من ذلك بسبب التشديد على الدخول لهذه المناطق من قبل قوات الجيش المكلفة بتأمينها.


وقد خلفت تلك الأحداث الدامية عددا من الشهداء والمصابين :
الشهداء :
1- على سليمان السيد سليمان حجاب – 19 سنة
2 – وليد السيد سليمان – 30 سنة
3 – مصطفى محمود عيد سليمان – 15 سنة
4 – حسين محمود محمد محمود عكاشة – 30 سنة
5 – محمد محمد غريب – 36 سنة
6 – محمود نبيل محمد محمد – 27 سنة
7 – حسين إبراهيم “27 سنة”
8 – محمود عاشور
9 – ماجد محمد عبد الصمد.
وتحدث بعض من كانوا متواجدين بالمشرحة لاستلام ذويهم, عن وجود جثة لطفل فى حوالى العاشرة من عمره, لم يتعرف عليها أحد.
كما أسفرت الأحداث عن وفاة جندي أمن مركزي يدعى “رجب شعبان محمد”.
 وتم تشييع جثامين ثمانية من الشهداء بعد ظهر يوم السبت, فى جنازة شعبية حاشدة, نددت بالأفعال الإجرامية لقوات الشرطة.
 وقال والد الشهيد “على سليمان” أن نجله يبلغ من العمر عشرين عاما, وأنه كان طالبا بالصف الثاني بكلية التجارة, بجامعة قناة السويس, وأنه استشهد إثر تلقيه طلقا ناريا في البطن, يوم 25 يناير, بشارع بارادايس أثناء المظاهرة السلمية.
 وقرر والد الشهيد “مصطفى محمود عيد” أن نجله في الخامسة عشرة من عمره, وأنه كان طالبا بالصف الثاني الإعدادي, وأنه استشهد بطلق نارى فى البطن, فى ميدان “خضر”, أثناء مروره هناك, وقال أحد أصدقاء الشهيد “مصطفى”, ويدعى “أحمد فايز” أنه عندما تم نقله لمستشفى السويس العام, اكتفى الأطباء بإجراء الإسعافات الأولية له, وتأخروا عن إدخاله لغرفة العمليات بسبب انشغالها, مما تسبب فى وفاته.
المصابون
حصلنا على كشف مكتوب بخط اليد من أحد الأطباء العاملين بمستشفى السويس العام به بعض أسماء المصابين الذين استقبلتهم المستشفى حتى الثانية من صباح 26 يناير, وهم:
1- أيمن محمود زكي.
2- عبد الرحمن محمد سعد.
3- سيد حسن محمود.
4- فضل محمد مرتضى.
5- مصطفى محمد حسن.
6- رامي محمد جعفر.
7- علاء حسين محمود.
8- محمد جميل أحمد.
9- أحمد محمد رضا.
10- عبد الرحمن علي محمد.
11- أحمد محمد أمين.
12- عبده محمد عبد العال..
13- عربى محمد حسن.
14- محمد فداء محمد السيد.
15- إسماعيل عبد الله.
16- محمد جمعة إبراهيم.
17- هاني سمير معروف.
18- محمود حسين بدوى.
19- أمجد فاروق عبد المقصود.
20- أحمد محمود على أحمد.
21- مجدي السيد عبد العزيز.
22- غريب محمد محمد.
23- طارق محمد أحمد طنطاوى.
24- محمد عبد الحميد عبد الجواد.
25- أحمد محسوب محمد.
26- محمد جمال محمد.
27- كريم سعيد مرزوق.
28- محمود محمد صابر مناع.
 وذهب فريق تقصي الحقائق إلى المستشفى لزيارة المصابين وتمكن من مقابلة بعضهم والإستماع لشهادتهم علي الأحداث وظروف حدوث إصاباتهم , وهم:
  • أمجد فاروق عبد المقصود – 21 سنة – أصيب بطلقة فى البطن, بالقرب من مقهى “نيو سوريا” الذى يبعد عن المحافظة حوالى 500 متر, وتم استئصال جزء من أمعائه الدقيقة, وأطلعنا “أمجد” على المقذوف الناري الذي أصيب به.
  • أحمد شرف الدين محمد على – 18 سنة – أصيب بطلقة فى الصدر, أثناء مشاركته فى فاعليات إحياء ذكرى الثورة, بالقرب من مقر شركة “موبينيل”, الذى يبعد عن مبنى المحافظة بما يقرب من كيلومتر كامل, ومازال يعالج من آثار النزيف الداخلى.
  • فتحي حسن محمد عبد العزيز – 28 سنة – أصيب بثلاث طلقات فى الخصيتين, أثناء جلوسه لبيع الخبز فى ميدان “خضر” البعيد عن مبنى المحافظة بما يقرب من كيلومتر.
  • باسم غازي الشحات – 28 سنة – أصيب بطلق ناري في الذراع الأيمن, وبقنبلة دخان فى ذراعه الأيسر, أثناء مروره أمام قسم السويس, مما نتج عنه كسر مضاعف بالذراع الأيمن, وعجز بنسبة 5%, بسبب قطع أوتار يده اليسرى, مما أقعده عن عمله كعامل بناء.

الجيش يتسلم المدينة الثكلي :

بسبب خواء المحافظة علي إثر الأحداث من قوات الشرطة فقد نزلت قوات من الجيش الثاني الميداني إلي المحافظة لتأمينها وتسيير مرافقها الحيوية وتأمين الملاحة في قناة السويس ووزعت قيادة الجيش الثالث الميداني بيانا على مواطني السويس , كان نصه ما يلى:
نشكركم على تعاونكم معنا فى حفظ الأمن فى مدينتنا ولن ننسى وقفتكم التاريخية فى ثورة 25 يناير وتشكيل اللجان الشعبية بعد انكسار الشرطة وحتى نزول الجيش فى 28 يناير وتعاونهم معنا فى فرض الحالة الأمنية داخل السويس طوال فترة الثورة. تعلموا جميعا أن حظر التجوال ليس غاية لنا ولكنه كان مطلب معظم أهالي السويس من القيادة السياسية بعد ظهور أعداد ليست بكثيرة من الخارجين عن القانون وقيامهم بأعمال تخريب كثيرة فى المصالح الحكومية والممتلكات العامة والخاصة وترويع المواطنين.
يجب أن يعلم شعب السويس أن حظر التجوال لا تفرضه قوات الجيش وإنما سيفرضه شعب السويس على نفسه حال تعرضه للخطر أو أي أعمال من شأنها ترويع المواطنين حتى يتثنى لعناصر الجيش الثالث الميداني القبض على الخارجين عن القانون. يناشد الجيش الثالث الميداني كافة القوى والتيارات السياسية واللجان الشعبية بالمعاونة الكاملة لفرض الحالة الأمنية داخل محافظة السويس.
تم تخصيص عدد من الميني باصات للعمل ليلا لنقل الجمهور إلى منازله بصورة آمنة ونرجوا سرعة الإبلاغ عن المخالفات على الأرقام التالية (3682800 – 3671962).
والجيش الثالث الميداني في خدمة أهالي السويس
عاشت السويس.. عاشت مصر حرة مصانة

ثم صرح اللواء أسامة عسكر، قائد الجيش الثالث الميداني، بأنه تم إنشاء غرفة عمليات لمراقبة وتأمين المجرى الملاحي لقناة السويس، وشواطئه من الشرق والغرب بالقطاع الجنوبي التابع للجيش الثالث الميداني من خلال 12 كاميرا فيديو شديدة الحساسية, وأنه تم إعداد شبكة اتصالات مرتبطة بالأفرع الرئيسية للقوات المسلحة بالقوات الجوية والبحرية وحرس الحدود لتأمين لحظي للسفن العابرة للقناة ومواجهة أي اختراقات أو تسلل من الخارجين على القانون أو العناصر المخربة ويعاون غرفة العمليات دوريات راكبة على مدار الـ24ساعة، لتلقى التوجهات من غرفة العمليات.
 ******

بورسعيد

“ مذبحة جديدة وغياب للعدالة”


تجمع العديد من أهالي المتهمين وأصدقائهم في قضية أحداث إستاد بورسعيد في محيط سجن بورسعيد المحتجز به المتهمين على خلفية التصعيد الحاصل على مستوى الجمهورية حول المحاكمة، وقد كان رد الفعل علي سماع الحكم انهيار أهالي المتهمين والبكاء الهستيري وحالة من الاستياء (على حد تعبيرهم) ضحية لمؤامرة مارسها النظام عبر أجهزته الأمنية على أبنائهم، والقبض العشوائي إرضاء للرأي العام و تسترا على الجاني الحقيقي، خصوصا أن قرار إحالة أوراق 21 متهم للمفتي تضمن اسم/ أحمد رضا محمد احمد المتهم “رقم 53″ أولتراس أهلاوي القليوبية الذي تم إخلاء سبيله “لأنه اتمسك غلط “على إثر مناشدة أهله الإعلام الكروي وحسن حمدي رئيس النادي الأهلي، وجاء خاليا من ضباط الشرطة أو المسئولين المتهمين في إشارة صريحة إلى أن هذا الحكم غابت عنه العدالة والإنصاف وجاء ليكمل سيناريو المؤامرة، وهو ما أكدته ممارسات الشرطة الغاشمة في بورسعيد من استخدام مفرط للقوة والقتل العشوائي للمدنيين دون تمييز باستخدام بنادق القنص من فوق الأسطح ومدافع المدرعات الرشاشة وهجومهم دون سبب أو مبرر علي جنازات تشييع جثامين شهداء تلك الأحداث الدامية في غياب كامل للقوات المسلحة عن المشهد.
أحداث اليوم الأول “السبت 26/1/2013
أطلقت قوات الشرطة الرصاص الحي على أهالي بورسعيد العزل المتواجدين في محيط سجن بورسعيد وشارع محمد علي باستخدام بنادق القنص المتمركزة أعلى السجن والأسطح السكنية بشارع محمد علي بشكل عشوائي دون تمييز، مستهدفين أماكن قاتلة “الرأس، الرقبة، الصدر” بالإضافة لإطلاق الخرطوش. وأدى هذا إلى اشتباكات متفرقة بين الشرطة والأهالي في محيط عدد من أقسام شرطة بورسعيد.
افرطت قوات الشرطة المتمركزة في المحيط السكني لقسم شرطة العرب أكبر أحياء بورسعيد كثافة سكانية “قلب بورسعيد” في استعمال القوة والعنف وإطلاق الرصاص الحي من المدرعات باتجاه الأهالي العزل مباشرة بشكل عشوائي ومطاردة المدرعات للأهالي مع استمرار إطلاق النار على الرغم من خلو القسم من أي أفراد أو أوراق.
وانتهى اليوم بـ31 شهيد كلهم جراء إصابات مباشرة بطلق ناري بأماكن قاتلة بالجسم “الرأس، الرقبة، الصدر” وإصابة أكثر من 322 آخرين. وجاءت الأرقام الرسمية من وزارة الصحة كالآتي:
     31 قتيل :
  11 مستشفى بورسعيد العام، 5 مستشفى الحميات، 8 مستشفى آل سليمان، 4 مستشفى بورسعيد العسكري، 1 مستشفى المبرة، 2 مستشفى الشرطة تم نقلهم بالإسعاف الطائر.
   322 مصاب:
 124 مستشفى بورسعيد العام، 23 مستشفى الزهور، 50 بورسعيد العسكري، 60 لمستشفى آل سليمان، 27 مبرة بورسعيد، 12 لمستشفى التضامن، 5 مستشفى الرمد، 4 مستشفى بور فؤاد، 17 لمستشفى عمرو بن الخطاب.
أحداث اليوم الثاني “الأحد 27/1/2013
هاجمت قوات الشرطة مسيرة تشيع 22 من جثامين شهداء أحداث يوم السبت التي خرجت تضم الآلاف من أبناء بورسعيد من جامع مريم بقنابل الغاز المسيل للدموع وطلقات الرصاص الحي والخرطوش من نادي الشرطة المقابل لجبانة بورسعيد “المقابر” دون أي مبرر أو سابق إنذار وهو ما أدى إلى سقوط عدد من الجثامين على الأرض بسبب اختناق وإصابة حامليهم وهروب باقي المشيعين بالجثامين إلى مداخل العمارات القريبة. كما استمر اشتباكات الشرطة مع الأهالي العزل في محيط قسم العرب علي مدار اليوم مطلقة الرصاص الحي من مدراعاتها الحديدية في مواجهة حجارة الأهالي الغاضبين.
وقد أسفرت تلك الأحداث عن وفاة سبعة أشخاص بطلق ناري بإصابات مباشرة في أماكن قاتلة “الصدر والرقبة والرأس” وإصابة أكثر من 630 شخص. وقد صرحت المستشفى الأميري أن عدد المصابين لديها عن تلك الأحداث 417 جراء اختناقات الغاز منهم 17 إصابة بطلق ناري.
صرح أطباء الطب الشرعي أن الاصابات بطلق ناري عيار «39/62»، وجميعها جاءت مباشرة في أماكن قاتلة بأنحاء الجسد أغلبها الصدر والعنق، مما أدى لمصرعهم في الحال.
أحداث اليوم الثالث “الاثنين 28/1/2013
هاجمت قوات الشرطة الأهالي المتواجدين في محيط جامع مريم في انتظار تشييع جثامين شهداء أحداث الأمس بقنابل الغاز المسيل للدموع وطلقات الرصاص الحي من مدفع المدرعة الرشاش دون أي أسباب. واستمرت الاشتباكات بين الشرطة والأهالي العزل في محيط قسم العرب على مدار اليوم مطلقة الرصاص الحي من مدرعاتها الحديدية في مواجهة حجارة الأهالي الغاضبين. وليلا كسر الأهالي حظر التجول بمسيرات حاشدة انتطلقت من مسجد مريم ومسجد الرحمة في تمام التاسعة مساء جابت شوارع بورسعيد منددين بمرسي وبحكم الإخوان. وقد أسفر ذلك عن مزيدا من القتلى والمصابين وكسر حاجز الألف مصاب والأربعين قتيل , قابلين للزيادة لوجود إصابات خطيرة
مشاهدات   :
“عزل بين شقي الرحى”
  • قامت اشتباكات بين مجهولين لم يستدل عليهم و بين قوات الامن استمرت لعدة ساعات
  • قامت قوات الشرطة بقنص شاب قعيد بكرسي متحرك بشارع محمد علي القريب من سجن بورسعيد بما أدى لإصابته وأطلقت الرصاص على كل من حاول إنقاذه.
  • قامت الشرطة أيضا بقنص عدد من الشباب العزل المختبئين بمداخل العمارات السكنة المجاورة للسجن وقتل كل من يطل برأسه.
  • قامت المدرعة الخاصة بالشرطة بالسير في شارع الثلاثيني ومحيط قسم العرب وإطلاق النار بشكل عشوائي على الأهالي في اليوم الثاني.
  • استمرار إطلاق مدرعات الشرطة على مدار الأيام الثلاثة الرصاص الحي في محيط قسم العرب وشارع الثلاثيني وأوجينا.
  • لم تتحرك القوات المسلحة لمنع الشرطة من قتل الأهالي باليوم الثاني والثالث واكتفوا بالتمركز عند المحكمة والمحافظة والسجن.
  • نشر بيان عسكري من الجيش الثاني ببورسعيد عبر صفحات التواصل الجماعي يحذر فيه أبنا بورسعيد من كسر الحظر مساء الاثنين والخروج في مسيرات لوجود مليشيات مسلحة ستستغل الحشد وترتكب مذبحة.
  • فيما يتعلق بإطلاق ملثمون للرصاص على الشرطة فلم تتعدى حادثة إطلاق النار في بداية الأحداث على الضابط وأمين الشرطة بالسجن وقد قام بها اثنان ملثمون على موتوسيكل، هناك رواية أخرى تفيد بوفاة أمين الشرطة بالسجن ولم يطلق عليه أي طلقات نارية.
  • تم إحراق مدرعة شرطة صغيرة “الفان” أمام قسم العرب باستخدام الملوتوف والحجارة فقط.
  • لا يوجد أي أفراد أمن مركزي بالشوارع وإطلاق النار من مدرعات محصنة أو من أعلى الأسطح تم باستخدام بنادق القنص.
 ___________________
عن طريق الأهالي وبعض الأطباء وصلنا لبيانات بعض شهداء الأحداث, وهم:
أسماء بعض شهداء بورسعيد:
مستشفى بورسعيد العام:
  1. وائل أحمد البدري شحات، 22 سنة.
  2. تامر عبده عوض إبراهيم الفحلة، 22 سنة.
  3. أحمد سامي محمد العتر، 23 سنة.
  4. محمد عادل احمد.
  5. محمود عادل عبد الحليم الضيظوي.
  6. حسن من الشرقية، 35 سنة.
  7. أحمد عبده محمد الدالي، 20 سنة.
  8. محمد سامي أحمد شرعان.
  9. أحمد محمد رزق خلف.
  10. محمد عصام احمد.
  11. محمد عصام احمد على حسونة.
مستشفى حميات بورسعيد:
  1. عبده مرسي الدسوقي، 40 سنة.
  2. هاني على السيد عوض، 40 سنة.
  3. عبد الرحمن يعقوب سلامة، 15 سنة.
مستشفى آل سليمان:
  1. عيد صلاح فتحي، 31 سنة.
  2. ابراهيم علاء السيد، 22 سنة.
  3. وليد طارق عيد خميس، 37 سنة.
مستشفى العسكري:
  1. حسن إبراهيم إبراهيم (مدني).
  2. محمد على إبراهيم (مدني).
  3. إسلام عوض محمد (مدني).
  4. محمد الجيزاوي، 25 سنة (مدني).
أما باقي الشهداء إما لم يتوصل إلى أسمائهم أو مجهولين
 __________
الدولة تحظر التجول والمواطنون يحظرون حظر التجول

في يوم الأحد الموافق 27 يناير, أعلن الرئيس محمد مرسي في خطاب تليفزيوني فرض حظر التجول في مدن القناة الثلاثة, لمدة ثلاثين يوما, من التاسعة مساء, وحتى السادسة صباحا, يوميا, وفى أول أيام تطبيق قرار الحظر, الذى وافق الاثنين الموافق 28 يناير, خرج الآلاف من أبناء السويس وبورسعيد فى مسيرات حاشدة من ميدان “الأربعين”, طافت كافة أرجاء المحافظتين  فى تمام الساعة التاسعة (ساعة بدء سريان حظر التجول), منددة بقرار فرض حظر التجول, ومعلنة تحديها لهذا القرار الجائر الذي لم يلتزم به مواطنو محافظات القناة احتجاجا علي كونه ردة فعل الدولة الوحيدة علي تلك الأيام الدامية .
وفي نهاية هذا التقرير فإن المركز المصري يحذر من الدلالات الخطيرة التي يحملها هذا التقرير و يحذر من استمرار سياسة العنف تجاه الإحتجاجات الشعبية و يطالب على الفور بسرعة التحقيق في كافة التجاوزات قوات الشرطة بالمدينتين و اتخاذ التدابير الازمة لمنع تكرار مثل تلك المشاهد البغيضة
للحصول على النسخة الكاملة للتقرير بصيغة ” بي دي اف ” : المركز المصري : تقرير تقصي الحقائق عن احداث مدن القناة
___________________________
شبكة المحامين بالمركز المصري
 بالتعاون مع
                 وحدة الدفاع القانونية :
                برنامج  الحقوق المدنية و السياسية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إعداد المحامين :
       محمد فاضل
       محمود بلال
( الوحدة القانونية : برنامج الحقوق المدنية و السياسية )   
        زياد بكري
 ( شبكة المحامين  بورسعيد )