الأربعاء، 24 أكتوبر 2012

حكاية أول أربعة يتعاقبوا بتهمة الثورة بحكم قضاء عادى

 تعود أحداث الواقعة إلى يوم السادس من يونيو 2012, أثناء الاعتصام فى ميدان التحرير بعد الحكم فى قضية الرئيس المخلوع, حيث تلقى المعتصمون بالميدان استغاثات تفيد باشتعال النيران فى خيام القضاة المفصولين المعتصمين أمام دار القضاء العالى آنذاك, وعلى أثر ذلك توجه بعض المعتصمين لدار القضاء من أجل المساهمة فى  إطفاء النيران, دون أن يعلموا خلفية الأحداث, ولا من هم المعتصمين تحديداً, وكان ذهابهم فقط لنجدة المستغيثين, والدفاع عن الحق فى الاعتصام.

 كان من بين الذاهبين لنجدة المعتصمين 4 هم: "ناهد شريف عبد الحميد السيد", "كمال محمد محمود عبد الرحيم", "محمد عاطف سيد عبد ربه", "أسامة صبرى حسين مصطفى".

 فى هذه الأثناء, ذهب بعض القضاة المفصولين المعتصمين لقسم شرطة الأزبكية لتحرير محضر بواقعة حرق  خيامهم, فقامت الشرطة بالقبض عليهم واتهامهم بالتسبب فى الاشتباكات مع موظفى دار القضاء العالى, والتى تلت  واقعة حرق الخيام, وعندما انتقلت الشرطة لموقع الأحداث, قبضت بمساعدة الموظفين على عدة أشخاص من  الموجودين فى محيط دار القضاء, قبضاً عشوائياً كالعادة كان هدفه تسديد المحاضر الجارى عملها لتغطية الأحداث.

 بعد أن حققت النيابة مع المتهمين فى واقعة اقتحام دار القضاء العالى المزعومة, قررت إحالة 3 من القضاة المفصولين, و4 من متظاهرى التحرير هم المذكورين عاليه, للمحاكمة ووجهت لهم عدة اتهامات هى:
التعدى على موظفين عموميين, الإتلاف عمدى لمبان معدة للنفع العام, استعراض القوة والتلويح بالعنف (البلطجة), حيازة أدوات (حجارة وعصى) وسلاح أبيض بغير مسوغ من الضرورة الشخصية والحرفية, تجمهر مكون من أكثر من حمسة أشخاص.

 الغريب أن هذه الاتهامات استندت لمذكرة مقدمة من السكرتير الشخصى لرئيس محكمة النقض السابق, وشهادات  ملفقة ومتضاربة من بعض موظفى محكمة النقض, دون حتى أن يتم تحرير محضر ضبط للمتهمين!

 كما أن الإجراءات التى اتخذت ضد المتهمين, بها شبهة تواطؤ ضد القضاة المفصولين لوجود خصومة شخصية بينهم وبين أشخاص بارزين فى القضاء المصرى, حتى أن التحقيقات أثبتت أنهم رفضوا المثول للتحقيق أمام النيابة العامة, وطالبوا بالتحقيق معهم بواسطة النيابة العسكرية!

 كيفت محكمة أول درجة, الواقعة بأن القضاة المفصولين حرضوا الآخرين على اقتحام دار القضاء العالى والاعتداء على موظفيه, وحكمت محكمة الجنح على المتهمين السبعة (ثلاثة قضاة مفصولين, وأربعة من المتظاهرين) بالحبس سنتين مع الشغل والنفاذ والوضع تحت مراقبة الشرطة سنتين آخرتين.

 تم استئناف الحكم, وتداولت القضية بالجلسات حتى أصدرت محكمة جنح مستأنف الأزبكية حكمها يوم الأحد الماضى, بتبرئة المتهمين الثلاثة القضاة, وتأييد الحكم بالحبس على الشباب الذين ذهبوا لإطفاء الحريق!

ملاحظات:-

-أول حكم يصدر من القضاء المدنى, بمعاقبة أشخاص على خلفية اشتراكهم فى أحداث الثورة.

-الاتهامات هى ذات الاتهامات التى يتم توجيهها لكل من يقبض عليه فى المظاهرات منذ عهد مبارك.

-المادة التى عوقبوا على أساسها هى المادة رقم 375 مكرر, والتى أضافها المجلس العسكرى عنوة لنصوص القانون, فى مارس 2011, لتجريم الفاعليات الثورية ووصمها بالبلطجة.

الأربعاء، 3 أكتوبر 2012

الشئ لزوم الشئ... شرطيات وبلطجيات *

ربما كانت أسماءهن : سارة، مى، منى، وربما هدى أو ليلى.. لا ننشغل بأسمائهن، ولكن يشغلنا ويقلقنا ويشعرنا بالخزي ما تعرضن له، فتيات انشغلن بمستقبلهن، وناضلن من أجل الحفاظ عليه، فكان جزاؤهن الضرب والسحل والإهانة.

يشغلنا أن هناك مشروعاً فريداً للبحث العلمى فى مصر اسمه "جامعة النيل"، تم اغتصابه من أصحابه وإعطائه لمن ليس في حاجة له، ولا صاحب حق فيه.

هكذا، وبـ"جرة قلم"، قررت الدولة تصفية مشروع الجامعة، واستبداله بمشروع مزعوم يشرف عليه أحمد زويل"، لم تهتم الدولة أن طلبة نابغين فى مقتبل حياتهم سيضيع مستقبلهم، ولم تهتم بأولياء أمورهم المذعورين على مستقبل أبنائهم، ولم تهتم الدولة أيضاً بأساتذة جامعة أفنوا عمرهم فى البحث العلمى سيصبحون فجأة عاطلين يحملون درجة الدكتوراه، لم تهتم كذلك بعمال مسئولين عن عائلات سيصبحون بلا مأوى.

لم يستسلم الطلاب، قرروا الاعتصام في الجامعة، رافضين طردهم من مبانيهم، وسرقة أحلامهم ومعاملهم، رافضين التخلي عن مشاريعهم، وأبحاثهم، واعتصمت أُسرهم معهم رافضين ضياع مستقبل أبنائهم، واعتصم معهم الأساتذة رافضين التخلي عن كرامة العلم، واعتصم العمال كذلك رافضين التخلى عن لقمة العيش.

يهمنا الآن أن نذكر أن أغلب طلاب الجامعة من الإناث، ويهمنا كذلك أن أغلب المعتصمين كانوا من النساء، فبخلاف الطالبات، هناك الأمهات، والأستاذات وزوجات الأساتذة والعمال.

ذكرنا ما سبق لأن ما حدث فى فض هذا الاعتصام جدير بالتأمل، فقد أصدرت الدولة أوامرها بـ"لم العيال دى" وذهبت جحافل الأمن المركزي لتنفيذ هذه الأوامر، ولكن الجديد أنهم اصطحبوا معهم شرطيات لعلمهم أن أغلب المعتصمين من النساء.

فبدلاً من أن يصدِّع شباب الثورة، ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، الدولة بـ"ست بنات" جديدة، وحديث عن "سحل"، و"تعرية" وأشياء من هذا القبيل، أرسلت الدولة هذه المرة نساءً يقمن بالمهمة حتى يكون السحل "بما لا يخالف شرع الله".

ولأن "الشىء لزوم الشىء" فكان طبيعياً أن يكون بصحبة الشرطيات، نسوة بلطجيات، في إعادة لمشاهد يوم التعديلات الدستورية عام 2005، والذي اصطلح على تسميته بـ"الأربعاء الأسود"، حين أرسلت الدولة "بلطجياتها" ليقمن بالاعتداء على المتظاهرات الرافضات للتوريث والتمديد، ولا عجب أن نرى هذا المشهد من جديد بعد مرور سنوات سبع، فالمعتدى عليهن في "الأربعاء الأسود" لم يأخذن حقهن حتى الآن!.

يكتمل الألم حين نعجز عن مجرد الإبلاغ عما تعرضت له الطالبات من ضرب وسحل واحتجاز بغير وجه حق، لأن ما حدث لهن كان تحت شعار "كله بالقانون"!.

نعم، فبحيلة قانونية ماكرة تم تحويل الصراع كله ل"منازعة تنفيذ" على أرض الجامعة ومبانيها ومعاملها، وصدر قرار من المحامى العام لنيابات جنوب الجيزة بتمكين زويل وأتباعه، من الجامعة، وأضيف لإعلان التنفيذ أسماء أشخاص تابعين لزويل والمسئولين عن مشروعه، وقام هؤلاء بإضاعة فرصة القيام بإشكال تنفيذ على المتضررين من القرار وهم الطلبة والمعتصمين، وبذلك أصبح من حق زويل والدولة المتواطئة معه منذ البداية، تنفيذ القرار بالقوة الجبرية، ولأن الشرطة متجبرة بطبعها قامت بتنفيذ هذا القرار بوحشية شديدة..ضربت الطلاب، وسحلتهم، واحتجزت خمسة طالبات وثلاثة طلاب، وقبضت على خمسة آخرين ورحلتهم إلى قسم "الشيخ زايد" واتهمتهم بارتكاب جريمة هى الاعتراض على تنفيذ قرار المحامى العام.

ولأن دولتنا لا تدرس أي شيء عن القانون في مدارسها، ولأن الطلاب لا علم لهم بهذه التعقيدات والألاعيب القانونية، كان طبيعياً أن ترفض الطالبات المعتدى عليهن التوجه لقسم الشرطة لعمل محضر بما تعرضن له، خشية القبض عليهن مثل زملائهم الخمسة، بل خافت الطالبات من مجرد التوجه للمستشفى لعمل تقارير طبية بإصاباتهن لأن زميلاً آخراً لهم تم القبض عليه من المستشفى حين ذهب لعمل تقرير طبى بإصابته.

لم نشأ أن نخاطر بالإبلاغ نحن، حتى لا نكون بهذا قد أبلغنا عن الطالبات أنهن قد اعترضن تنفيذ قرار السيد المحامى العام الذي لا يعلمن عنه شيئاً، ولكننا نلقى الضوء على التدابير التى تحاك بليل ضد حقوق طلاب جامعة النيل، وندق جرس إنذار لما يحمله المستقبل من اعتداءات على الإناث المناضلات فى سبيل حقوقهن، بطريقة تضمن "حرية القمع" وفى ذات الوقت عدم إثارة الرأي العام بدرجة كبيرة، حين يقع الاعتداء من أنثى على أنثى.
===
* نُشر بموقع نظرة بتاريخ 2/10/2012

الأربعاء، 27 يونيو 2012

خيبة

"سأعيد ترتيب المساء بما يليق بخيبتي وغيابها"
قالها الكاهن الأكبر "درويش" .. حاولت العمل بنصيحته , ولكنى خِبت .. ففى غيابها .. لا مساء , ولا صباح , ولا زمن .

الثلاثاء، 19 يونيو 2012

رسالة من سوريا بتقول كل حاجة عن هنا وهناك

تدوينة من النوع الملحمى..شفتها من خلال صفحة الثورة السورية على الفيس بوك .. التدوينة كتبتها المدوِّنة السورية مارسيل شحوارو بتاريخ 17-05-2012 بعد استشهاد  والدتها البطلة برصاص كتائب الأسد الهمجية .. مارسيل كتبت رسالتها للصامتين فى سوريا (اللى هما زى حزب الكنبة عندنا كده) بتقولهم فيه إحنا ليه مش ممكن نرجع عن اللى بنعمله مهما حصل , وليه مكملين رغم كل التعب والدمار اللى حياتنا الخاصة بتتعرضله .
كفاية رغى عشان ماشوهش الإبداع الصافى اللى مارسيل طلعته , وأسيبكوا تقروا التدوينة اللى للأسف مالقيتهاش على مدونة مارسيل

 
"والله أنا كمان بدي عيش ..
وعندي حبيب بيسوى تقلو دهب بيحبني قد الدنيا ، وبيقعد بيستناني كل يوم ع نار لأرجع ع البيت بأمان ، وبراسي هالملان بمليون قصة هلق عندي قصة كاملة عن عرس ما بعرف إذا الله بيطعمني عيشو !
والله أنا كمان عندي احلام ورفقات ومزحات حابة احكيها
عندي أم كلما بتفتح عالأورينت ، بتدور ع وشي بين صور اللي استشهدو او اعتقلو .. وأمي بتحبني قد ما أمك بتحبك ،
وبجي بشوف عيونها هالقد من البكي لما بتسمع " وأني طالع اتظاهر ودماتي بإيديا وان جيتك يما شهيد ما تبكين عليا ".
أي فهمانة أنك حابب تعيش ، بس المشكلة أنو المعادلة ما ضلت بين أنك تعيش وتموت
صارت بين انك تعيش وتسكت وهني عم يسرقو واحد من أعز رفقاتك ، ورفيقك التاني عم ياكل قتل جوا وقلبك ناغزك وما عم يخليك تنام ..
صارت بين أنك تحضر صور لأطفال عم تموت وتقول أنو حياتك أغلى من حياتن ..
لك بالله عليك ما بتنوجع وقت مننجرح ؟ وقت منعتقل ؟ وقت منستشهد؟
أنا كمان بدي عيش ! بس شو بعملك إذا أنا مقتنعة أنو الله ما خلقني لاكل وانام واشرب .. وبس !
شو بعملك إذا انا من جماعة " ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان "
أنا متلك متمسكة بالحياة بإيديي وسناني
وبالعكس إذا كنت بتعرفني فأنا من الناس اللي بيعيشوا الفرح لآخر درجة، بس افهمني لحظة ، السوري اللي جوا بشي زنزانة وعم يكهربوه حاسستو برقبتي، واللي تيتم من دون عدالة لشهادة أبوه حاسستو مسؤوليتي .. والبلد كلها مسؤوليتي ودين برقبتي
وكيف الواحد فينو يسكت ومسؤوليات متل هي فوق كتافو ..
أنت ما حاسس أني مسؤوليتك ؟ شلون ؟ نحنا مش رايحين عالموت برجلينا ، ولا كرهانين الحياة ! بس نحنا مش قادرين نتعايش مع حالنا إذا سكتنا ! وقت اللي بسكت عن كل هالدم بحس أنو الدم صار ع إيديي أنا وما بقدر اتحمل طعم وريحة الدم أنا
جربت مرّة شو يعني تدور ع رفيق بتجن ع ضحكتو .. طول الليل من مستشفى لمخفر لتليفونات لتعرف بس وينو ؟ جرّبت تزور أم حدا وما تعرف توعدها أنو ابنها عايش أو لأ
اللي ما عم تفهمو أنو نحنا صعب نرجع .. لأ مو بس صعب نحنا مستحيل نرجع !
خيو الجرح اللي بقلوبنا غير الحرية ما عادت تدملّو ...
فيا منعيش بكرامة يا أما منموت"


اخترت للبوست الصورة اللى كل المواقع السورية منزلة التدوينة بيها..واضح إن فيه ارتباط ما ماقدرتش أعرفه

الاثنين، 18 يونيو 2012

ليست الانتصارات وحدها


 كنت ناوى أكتب بوست كبير أقول فيه أسبابى لانتخاب مرسى , وأدعو الناس لانتخابه وأقول فيه ليه كنت حاسم النقطة دى تماماً من قبل انتخابات المرحلة الأولى أصلاً , بس الجنان اللى حصل آخر كام يوم , وكونى مش ملاحق ع الشغل , بالإضافة لتصرفات الإخوان الخرائية خلونى ماعملش كده .
 غير الأسباب اللى كنت هكتبها , جوايا جزء طفولى بحبه كنت كل ما أفكر فى المقاطعة أو الإبطال يروح هابب ف وشى ولاطشنى بالقلم ويقولى: "ماتشمِّتش الزبالة فينا " .
 ليلة إعلان النتيجة قضيتها ف وسط البلد , قاعد ع القهوة مع اصحابى , وبتابع النتيجة عن طريق صديق صحفى فى مقر حملة مرسى , ومش عايز أطلع المقر اللى على بعد خطوتين عشان ماتوترش لإنها مش معركتى كده كده , ومش مهمة أوى بالنسبة لى , والاختيارين اللى فيها أمر من بعض .
 جاتنى رسالة من صديقى بتقول إن فرز الفرعيات على وشك يخلص ومرسى متقدم , حسبتها ولقيت الباقى مش هيأثر فى النتيجة واتأكدت من نجاح مرسى .
 الغريب إنى ماحستش بأى فرحة , وقعدت أفكر فى الوضع المنيل اللى إحنا فيه ده .. حكم عسكرى صريح , ورئيس إخوانجى استبن , ومجلس شعب محلول , وضبطية قضائية ومحاكمات عسكرية , وحقوق شهداء ومصابين لسه ماتجابتش , وثوار مش ملاحقين وحياتهم متدمرة ومهددين بالاعتقال فى أقرب وقت ...إلخخخخخخ
 روّحت اتفرجت على مؤتمر مرسى , وتابعت العك الطبيعى بتاع التليفزيونات , وبلبلة إعلان النتيجة , والرغى المتواصل على تويتر , واللى كان منه ناس اصحابى مقاطعين بيقولوا إنهم فى التحرير بيحتفلوا بخسارة شفيق !
 اتبضنت إنى ماروحتش التحرير لإنى فى الحقيقة كنت بتنشق على أى ابتسامة فى الأيام الكئيبة دى .
 طمنت نفسى ع النتيجة , وزأيت كل الهلاوس بعيد , ونمت .
 صحيت , عملت طقوسى الصباحية على عجل , ونزلت ع الشغل , فى الطريق , بعدّى ع التحرير , نزلت , وشفت المنظر .. ناس أشكالها مختلفة , وأغلبيتهم شكلهم مش إخوان , بس اللى بيجمع ما بينهم إن الشقا والغلب واخدين حقهم فى ملاحهم .. مبسوطين وبيحتفلوا احتفالات عظيمة فكرتنى شوية باحتفالات يوم تنحى المخفي مبارك.
 فجأة , لقيت نفسى بعيط بحرقة شديدة , وابتدى قلبى يفك التكشيرة , وروحى تفقد المزيج الغريب من اللامبالاة والأرف اللى كان مسيطر عليها الأيام اللى فاتت .
 صعبت عليا نفسى وفكرت إن لو كان شفيق هو اللى كان كسب , كان زمان اللى بيحتفلوا هما عكاشة , ومرتضى منصور , وعبد الرحيم الغول , وأحمد سرحان . أيقنت إنى كنت حرفياً هموت بحسرتى ساعتها .
 غنيت مع الناس وأنا مبسوط "أوووووووووووه .. بالجزمة يا شفيق"  , وقعدت أحمد ربنا كتير أوى , واكتشفت إن مش بس الانتصارات مهمة , لكن كمان تجنب الخسائر مهم جداً , وابتديت أحس إننا طلعنا من السالب فى بولة الاستميشن المؤرفة دى , وإن الصفر اللى جبناه ده ممكن يكون مفيد , ولو على الأقل معنوياً فى مواجهة ولاد الوسخة اللى شدوا حيلهم علينا أوى الفترة اللى فاتت .
الحمد لله



الأحد، 10 يونيو 2012

ثائر حلاحلة .. الأمعاء الخاوية تنتصر


تهنئ الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان جميع أحرار العالم بالإفراج عن الأسير الفلسطيني البطل " ثائر حلاحلة " , والذى خاض إضرابا ًأسطورياً عن الطعام استمر 77 يوما ًمتتالياً , وتخص الشبكة بالتهنئة أبناء الشعب الفلسطينى البطل فى الداخل وحول العالم .
 وكانت سلطات الاحتلال الإسرائيلى قد أفرجت أمس الثلاثاء عن حلاحلة (34 عاماً) وهو من بلدة ( خاراس ) شمال ( الخليل ) , وبرز " ثائر " كاسم على مسمى, متمسك بالحرية وهو يواجه الموت , فى إضرابه القياسى عن الطعام احتجاجاً على استمرار اعتقاله إدارياً دون تهمة وبلا محاكمة , وذلك لمرة ثامنة بدأت فى 27 يونيو / حزيران2010 , ليصل مجموع ما أمضاه بالاعتقال الإداري قرابة سبع سنوات , استنادًا لما يُسمى بـ "الملف السري" , حيث بدأ " حلاحلة " إضرابه فى الثامن والعشرين من شباط / فبراير ، وقرر تعليقه في الرابع عشر من مايو / آيار الماضى , على أثر الاتفاق الذى أنهى إضراب الأسرى الفلسطينيين فى سجون الاحتلال الإسرائيلى , وهو الإضراب الذى دخله أكثر من 1600 أسيراً فلسطينياً - ما يُقَدر بثلث عدد الأسرى الفلسطينيين فى سجون الاحتلال -  خاضوا خلاله إضراباً تاماً عن الطعام لمدة قاربت الشهر , بدأت فى السابع عشر من شهر أبريل/نيسان ، احتجاجاً على ظروف الاعتقال غير القانونية وظروف السجون السيئة ومطالبة ً بحقوقهم الأساسية التي كفلتها الإتفاقيات والمواثيق الدولية وفي مقدمتها إنهاء سياسة ” العزل الانفرادي ” ، والسماح لذوي أسرى غزة بزيارة أبنائهم ، وتوفير الرعاية الصحية للأسرى المرضى , وضمان حق الأسرى بالتواصل مع العالم الخارجي من خلال التلفاز والصحف ، ومواصلة تعليمهم الأساسي والثانوي والجامعي , وفى الرابع عشر من مايو / آيار الماضى ، وبالتزامن مع ذكري النكبة , أُعلن رسمياً عن التوصل إلى اتفاق خطي أبرمته قيادة الأسرى مع مصلحة السجون والمخابرات الإسرائيلية ، برعاية مصرية , ينتهى بموجبه إضراب الأسرى عن الطعام ، مقابل التزام ” إسرائيل ” بتحقيق مطالبهم ، وكان من أهم بنود الاتفاق الإفراج عن حلاحلة وعن زميله في الإضراب المبكر بلال ذياب فور انتهاء فترة التمديد الإداري التي يمضونها , ومن المقرر خروج ذياب في الحادى عشر من أغسطس / آب المقبل , ويعد " حلاحلة " ثاني أسير فلسطيني يحقق مطلبه من الإضراب عن الطعام ، بعد الأسير " خضر عدنان " الذي أضرب لمدة 68 يوما وأفرج عنه فور انتهاء اعتقاله الإداري , في تأكيد على نجاح سياسة الجوع والعطش في كسر التعنت الإسرائيلي ضد الأسري الفلسطينيين .
والشبكة العربية إذ تعرب عن سعادتها لتتويج معركة الأمعاء الخاوية التى خاضها الأسرى الفلسطينيون بهذا الانتصار لحقوق الإنسان على السجن والسجان , فإنها تبدي غضبها من قيام سلطات الاحتلال في نفس ليلة الإفراج عن " حلالة " باعتقال 26 فلسطينياً دون اتهامات , وتؤكد الشبكة علي موقفها الرافض لسياسة الاعتقال الإداري التى تمارسها سلطات الاحتلال , لأنها تنتهك الحق المعترف به دولياً في الحصول علي محاكمة عادلة والتي يجب أن تكون مكفولة لكافة المحتجزين حتي خلال حالات الطوارئ , وتكرر الشبكة نداءاتها بإطلاق سراح الفلسطينيين المحتجزين إدارياً .
وتناشد الشبكة كافة الجهات المعنية أن تضطلع بمسؤليتها في معالجة ملف الأسرى فوراً ، ووقف الانتهاكات الإسرائيلية التي تعمل على توظيف الأسرى كرهائن لإضعاف الصمود الشعبي الفلسطيني في المطالبة بحقوقه وإنهاء الاحتلال , كما تطالب الشبكة بمساءلة ومحاسبة إسرائيل علي الانتهاكات الخطيرة والممنهجة التي ترتكبها بحق الأسرى الفلسطينيين , وعلى التردي البالغ للأوضاع في سجون الاحتلال بما يخالف كل القوانين والأعراف الدولية .
وتؤكد الشبكة على حق الأسرى فى اللجوء لكافة الأشكال النضالية السلمية المشروعة في الذود عن كرامتهم والدفاع عن حقوقهم ، بما فيها خوض الإضرابات عن الطعام الفردية كانت أم جماعية , وتضيف الشبكة أنها تتابع بقلق بالغ الحالة الصحية المتدهورة للأسرى المستمرين فى الإضراب وهم محمود السرسك المضرب منذ 80 يوم , وأكرم ريخاوى المضرب منذ 56 يوماً وسامر البرق المضرب منذ 17 يوماً وتطالب الشبكة بتوفير العناية الطبية المتخصصة لهم , وتحمل سلطات الاحتلال مسؤلية أى تدهور جديد فى حالتهم الصحية خلال معركتهم التى يخوضونها بأجسادهم مؤكدين فيها على أنه ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان .

جوبلز مازال حياً .. ريلى ؟


  تابعت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان بمزيج من الدهشة والقلق الحملة الإعلانية التى تبثها قنوات التليفزيون المصرى , والتى تحذر فيها من التعامل مع الأجانب والحديث معهم بحجة "الحفاظ على أسرار مصر" .
 حيث فاجأ التليفزيون المصرى مشاهديه ببث فقرات إعلانية تحتوى على مشاهد تمثيلية لشخص له ملامح غير مصرية يدخل أحد المقاهى ويتعرف على مجموعة من الشباب الذين يتحدثون عن بعض الأزمات التى تمر بها البلاد تحت إدارة المجلس العسكرى وتتحدث إحداهن عن سماعها لخطة للتآمر على الجيش , ويحذر التعليق الصوتى المصاحب للإعلان من التعامل بود مع الغرباء , ومن التحدث معهم , أو أمامهم , بل ويتهكم على ما عرف عن المصريين من إكرام الضيف !
 ويوحى الإعلان للمشاهد أن كل أجنبى فى مصر له هدف واحد فقط لا غير , وهو التجسس والحصول على المعلومات من المواطنين لنقلها لخارج البلاد بسهولة !
 وفى إعلان آخر لا يقل عن سابقه عبثيةً ولا فجاجة , يظهر شاب يدخل بياناته على شبكة الانترنت بحثاً عن وظيفة , ويدعو التعليق الصوتى ذاته لعدم تبادل المعلومات على شبكة الانترنت بإدعاء أن شبكة الانترنت تحتوى على كثير من المواقع الوهمية الهدف منها جمع المعلومات لاستغلالها ضد مصر !
 وتحذر الشبكة العربية من عواقب العودة لهذه الأساليب المخابراتية فى المبالغة بربط كل شىء وأى شىء بنظرية المؤامرة , ومن خطاب الكراهية ضد الأجانب , بل والمصريين ذوى الملامح الأجنبية , والذى كان من نتيجته قيام بعض المواطنين فى حى شبرا بالقاهرة بإلقاء القبض على السفير السلوفينى بمصر وتسليمه لقوات الشرطة لارتيابهم في أنه جاسوس أجنبي أثناء التقاطه بعض الصورفى ديسمبر من العام الماضى .
 وتستنكر الشبكة بث هذه الإعلانات التى تهدف إلى تكميم أفواه الناس , ومنعهم من التحدث فى السياسة , وزرع بذور الشك فى نفس كل مواطن تجاه كل من يراهم بصفة عامة , وتجاه الأجانب بصفة خاصة فى ردة عنصرية ونازية تخالف كل التعاليم والقيم المتعارف عليها , بل إن هذه الإعلانات تدعو الشباب لعدم البحث عن وظائف فى بلد يُلقى أبناؤه بأنفسهم فى البحر بحثاً عن عمل !
  وتبدى الشبكة العربية انزعاجها وقلقها البالغين من استمرار سياسة استخدام تليفزيون الدولة لتشويه صورة شباب الثورة واستمرار اللعب على وتر الأجندات الأجنبية , وكذلك تحذير المواطنين من تبادل المعلومات على شبكة الانترنت .
وترى الشبكة أن الهدف من هذه الإعلانات هو الحد من عمل نشطاء المجتمع المدنى والصحفيين الأجانب فى رصد الانتهاكات المستمرة لمختلف حقوق الإنسان من قبل السلطات المصرية , كما ترى الشبكة إن هذه الإعلانات ترمى إلى العودة لسياسة تكميم الأفواه ومنع المواطنين من متابعة الشأن العام والحد من اهتمامهم بالشئون السياسية , وكذلك تحجيم دور شبكة الانترنت المتعاظم فى الثورة المصرية , بما يضمن عدم معارضة سياسات النظام الحاكم .

السبت، 28 يناير 2012

شهادتى عن اللى حصل فى التحرير27 يناير 2012

أنا طلعت فى مسيرة الاستقامة ومسيرة مصطفى محمود ضمت علينا والأعداد كانت رهيبة طبعاً زى ما إنتوا عارفين , وإحنا داخلين على كوبرى قصر النيل..كان سامح سمير شايلنى وأنا اللى بقود هتاف جزء كبير من المسيرة , قعدت أنبّه ع الناس : بلاش مشاكل مع الإخوان , الميدان يساع الكل , يحتفلوا براحتهم وإحنا نكمل براحتنا برضه , ماننساش إنهم كانوا معانا فى ال18يوم .
الجزء الأولانى من مسيرتنا كان داخل يهتف "بيع بيع بيع..الثورة يا بديع"..فالإخوان غلوشوا وشغلوا "يا حبيبتى يا مصر" بصوت عالى جداً , , فشباب مسيرتنا هتفوا "يسقط يسقط حكم العسكر" على أساس إن دا هتاف الميدان الأساسى والغرض الرئيسى من النزول دلوقتى , راح الإخوان مشغلين قرآن بصوت يخرم الودان عشان يغلوشوا على هتاف الشباب..طب كنا بنجرس المرشد وزعلوا.لكن نهتف ضد العسكر يعملوا كده..أحااااا يعنى !!!
أنا اتنرفزت جداً وهتفت "صور..ذيع..اللى باع الشهدا بديع" و "شهداءنا اللى ماتوا..باعهم بديع وإخواته" وكل الناس ردت ورايا , راحوا معليين القرآن بصوت يخرم طبلة ودن أى حد..أنا فقدت السيطرة على أعصابى تماماً وماعدتش عارف أنا بعمل إيه..وقعدت أشتمهم وقلعتلهم الجزمة , وابتدى جزء مننا يقطع السلوك بتاعت السماعات ونجحنا فى ده فعلاً.ومشيت أنا واصحابى بعد كده عشان كنا خلصانين.صاحبنا إسلام سيد ماظهرش من ساعتها , بالليل لقينا إسلام جايلنا ومتخرشم تماماً ومش قادر يتكلم..وإسلام أصلاً أسد وحاجة كده جتة ما شاء الله..إيه اللى جرالك ؟ قالنا إن الإخوان خطفوه ساعة تقطيع الأسلاك واحتجزوه ورا المسرح بتاعهم وقعدوا يحققوا معاه تحت التعذيب وقالنا إنه ماكانش لوحده محتجز , وإن الإخوان لما عرفوا إن اسمه إسلام قعدوا يتريأوا عليه ويقولوله إنتا ماتعرفش حاجة عن الإسلام..كلها كام شهر وهنعلمكوا الدين على أصوله , أثناء انصراف الإخوان إسلام شاف واحد من اللى كانوا خاطفينه وقالنا بلاش نعمله حاجة وإنه عايز حقه بالقانون - إسلام كفاءة يموته بإيده على فكرة - .
خدت إسلام ورحنا عملنا محضر فى القسم حمل رقم 885 جنح قصر النيل اتهمنا فيه أسامة ياسين وصلاح السيد وطلع بعدها إسلام على مستشفى المنيرة .
بقية اليوم بقى..بسأل واحد من الإخوان شايلنا مصحف بقوله ليه..هو إحنا كفار ؟ قالى "برد ع اللى رافعلنا الجزمة"..قلتله "هل يصح إنك تحط كلام ربنا فى وش الجزمة" قالى "الميدان ميداننا وإحنا حرين نعمل اللى إحنا عايزينه"..هنا سامح سمير قاله "دا ميدان الثوار وإنتوا بعتوا الثوار"..الواد الإخوانجى كإنه بكابورت واتفتح فى وشنا وقالنا "إحنا كنا فى المعتقلات وإنتوا بتشربوا خمرة وبانجو وماشيين مع حريم..إحنا اللى ناضلنا والثورة دى ثورتنا"..أنا توقعت إن سامح هيموته لإن سامح بينزل مظاهرات من وهو بيرضع تقريباً..لقيت سامح بيتكلم بكل هدوء وقالهم "الراجل دا قذفنى وطعن فى عرضى وشكك فى وطنيتى" , راحوا الإخوان واخدين أخوهم دا وزأوه ودخلوه جوا وقالولنا مش هنوقفه فى أول صف تانى واعتذرولنا .
الخلاصة إن الاستفزاز الحقيقى جه من الإخوان لما شغلوا القرآن عشان يغلوشوا على هتافتنا..وأنا شايف إن رد فعلنا كان طبيعى جداً , والموضوع لازم يتحط فى حجمه..وطبعاً خناقتنا الأساسية هتفضل ضد العسكر بس مش هنسكت على احتجاز المواطنين وتعذيبهم وأساليب أمن الدولة دى .
ملحوظة : الثوار شايفين إن الإخوان بقوا بيتعاملوا بمنطق السلطة وهتفوا ضدهم "أهم أهم أهم..الحزب الوطنى أهم" .
هامش : اتبسطت جداً من رفض الناس لمتاجرة الإخوان بالدين وكسرهم للتابوه بتاع تشغيل القرآن لإنهم عارفين إن القرآن بقى بيستغل فى السياسة .