الاثنين، 18 يونيو 2012

ليست الانتصارات وحدها


 كنت ناوى أكتب بوست كبير أقول فيه أسبابى لانتخاب مرسى , وأدعو الناس لانتخابه وأقول فيه ليه كنت حاسم النقطة دى تماماً من قبل انتخابات المرحلة الأولى أصلاً , بس الجنان اللى حصل آخر كام يوم , وكونى مش ملاحق ع الشغل , بالإضافة لتصرفات الإخوان الخرائية خلونى ماعملش كده .
 غير الأسباب اللى كنت هكتبها , جوايا جزء طفولى بحبه كنت كل ما أفكر فى المقاطعة أو الإبطال يروح هابب ف وشى ولاطشنى بالقلم ويقولى: "ماتشمِّتش الزبالة فينا " .
 ليلة إعلان النتيجة قضيتها ف وسط البلد , قاعد ع القهوة مع اصحابى , وبتابع النتيجة عن طريق صديق صحفى فى مقر حملة مرسى , ومش عايز أطلع المقر اللى على بعد خطوتين عشان ماتوترش لإنها مش معركتى كده كده , ومش مهمة أوى بالنسبة لى , والاختيارين اللى فيها أمر من بعض .
 جاتنى رسالة من صديقى بتقول إن فرز الفرعيات على وشك يخلص ومرسى متقدم , حسبتها ولقيت الباقى مش هيأثر فى النتيجة واتأكدت من نجاح مرسى .
 الغريب إنى ماحستش بأى فرحة , وقعدت أفكر فى الوضع المنيل اللى إحنا فيه ده .. حكم عسكرى صريح , ورئيس إخوانجى استبن , ومجلس شعب محلول , وضبطية قضائية ومحاكمات عسكرية , وحقوق شهداء ومصابين لسه ماتجابتش , وثوار مش ملاحقين وحياتهم متدمرة ومهددين بالاعتقال فى أقرب وقت ...إلخخخخخخ
 روّحت اتفرجت على مؤتمر مرسى , وتابعت العك الطبيعى بتاع التليفزيونات , وبلبلة إعلان النتيجة , والرغى المتواصل على تويتر , واللى كان منه ناس اصحابى مقاطعين بيقولوا إنهم فى التحرير بيحتفلوا بخسارة شفيق !
 اتبضنت إنى ماروحتش التحرير لإنى فى الحقيقة كنت بتنشق على أى ابتسامة فى الأيام الكئيبة دى .
 طمنت نفسى ع النتيجة , وزأيت كل الهلاوس بعيد , ونمت .
 صحيت , عملت طقوسى الصباحية على عجل , ونزلت ع الشغل , فى الطريق , بعدّى ع التحرير , نزلت , وشفت المنظر .. ناس أشكالها مختلفة , وأغلبيتهم شكلهم مش إخوان , بس اللى بيجمع ما بينهم إن الشقا والغلب واخدين حقهم فى ملاحهم .. مبسوطين وبيحتفلوا احتفالات عظيمة فكرتنى شوية باحتفالات يوم تنحى المخفي مبارك.
 فجأة , لقيت نفسى بعيط بحرقة شديدة , وابتدى قلبى يفك التكشيرة , وروحى تفقد المزيج الغريب من اللامبالاة والأرف اللى كان مسيطر عليها الأيام اللى فاتت .
 صعبت عليا نفسى وفكرت إن لو كان شفيق هو اللى كان كسب , كان زمان اللى بيحتفلوا هما عكاشة , ومرتضى منصور , وعبد الرحيم الغول , وأحمد سرحان . أيقنت إنى كنت حرفياً هموت بحسرتى ساعتها .
 غنيت مع الناس وأنا مبسوط "أوووووووووووه .. بالجزمة يا شفيق"  , وقعدت أحمد ربنا كتير أوى , واكتشفت إن مش بس الانتصارات مهمة , لكن كمان تجنب الخسائر مهم جداً , وابتديت أحس إننا طلعنا من السالب فى بولة الاستميشن المؤرفة دى , وإن الصفر اللى جبناه ده ممكن يكون مفيد , ولو على الأقل معنوياً فى مواجهة ولاد الوسخة اللى شدوا حيلهم علينا أوى الفترة اللى فاتت .
الحمد لله



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق