الأحد، 10 يونيو 2012

جوبلز مازال حياً .. ريلى ؟


  تابعت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان بمزيج من الدهشة والقلق الحملة الإعلانية التى تبثها قنوات التليفزيون المصرى , والتى تحذر فيها من التعامل مع الأجانب والحديث معهم بحجة "الحفاظ على أسرار مصر" .
 حيث فاجأ التليفزيون المصرى مشاهديه ببث فقرات إعلانية تحتوى على مشاهد تمثيلية لشخص له ملامح غير مصرية يدخل أحد المقاهى ويتعرف على مجموعة من الشباب الذين يتحدثون عن بعض الأزمات التى تمر بها البلاد تحت إدارة المجلس العسكرى وتتحدث إحداهن عن سماعها لخطة للتآمر على الجيش , ويحذر التعليق الصوتى المصاحب للإعلان من التعامل بود مع الغرباء , ومن التحدث معهم , أو أمامهم , بل ويتهكم على ما عرف عن المصريين من إكرام الضيف !
 ويوحى الإعلان للمشاهد أن كل أجنبى فى مصر له هدف واحد فقط لا غير , وهو التجسس والحصول على المعلومات من المواطنين لنقلها لخارج البلاد بسهولة !
 وفى إعلان آخر لا يقل عن سابقه عبثيةً ولا فجاجة , يظهر شاب يدخل بياناته على شبكة الانترنت بحثاً عن وظيفة , ويدعو التعليق الصوتى ذاته لعدم تبادل المعلومات على شبكة الانترنت بإدعاء أن شبكة الانترنت تحتوى على كثير من المواقع الوهمية الهدف منها جمع المعلومات لاستغلالها ضد مصر !
 وتحذر الشبكة العربية من عواقب العودة لهذه الأساليب المخابراتية فى المبالغة بربط كل شىء وأى شىء بنظرية المؤامرة , ومن خطاب الكراهية ضد الأجانب , بل والمصريين ذوى الملامح الأجنبية , والذى كان من نتيجته قيام بعض المواطنين فى حى شبرا بالقاهرة بإلقاء القبض على السفير السلوفينى بمصر وتسليمه لقوات الشرطة لارتيابهم في أنه جاسوس أجنبي أثناء التقاطه بعض الصورفى ديسمبر من العام الماضى .
 وتستنكر الشبكة بث هذه الإعلانات التى تهدف إلى تكميم أفواه الناس , ومنعهم من التحدث فى السياسة , وزرع بذور الشك فى نفس كل مواطن تجاه كل من يراهم بصفة عامة , وتجاه الأجانب بصفة خاصة فى ردة عنصرية ونازية تخالف كل التعاليم والقيم المتعارف عليها , بل إن هذه الإعلانات تدعو الشباب لعدم البحث عن وظائف فى بلد يُلقى أبناؤه بأنفسهم فى البحر بحثاً عن عمل !
  وتبدى الشبكة العربية انزعاجها وقلقها البالغين من استمرار سياسة استخدام تليفزيون الدولة لتشويه صورة شباب الثورة واستمرار اللعب على وتر الأجندات الأجنبية , وكذلك تحذير المواطنين من تبادل المعلومات على شبكة الانترنت .
وترى الشبكة أن الهدف من هذه الإعلانات هو الحد من عمل نشطاء المجتمع المدنى والصحفيين الأجانب فى رصد الانتهاكات المستمرة لمختلف حقوق الإنسان من قبل السلطات المصرية , كما ترى الشبكة إن هذه الإعلانات ترمى إلى العودة لسياسة تكميم الأفواه ومنع المواطنين من متابعة الشأن العام والحد من اهتمامهم بالشئون السياسية , وكذلك تحجيم دور شبكة الانترنت المتعاظم فى الثورة المصرية , بما يضمن عدم معارضة سياسات النظام الحاكم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق