الأحد، 10 يونيو 2012

ثائر حلاحلة .. الأمعاء الخاوية تنتصر


تهنئ الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان جميع أحرار العالم بالإفراج عن الأسير الفلسطيني البطل " ثائر حلاحلة " , والذى خاض إضرابا ًأسطورياً عن الطعام استمر 77 يوما ًمتتالياً , وتخص الشبكة بالتهنئة أبناء الشعب الفلسطينى البطل فى الداخل وحول العالم .
 وكانت سلطات الاحتلال الإسرائيلى قد أفرجت أمس الثلاثاء عن حلاحلة (34 عاماً) وهو من بلدة ( خاراس ) شمال ( الخليل ) , وبرز " ثائر " كاسم على مسمى, متمسك بالحرية وهو يواجه الموت , فى إضرابه القياسى عن الطعام احتجاجاً على استمرار اعتقاله إدارياً دون تهمة وبلا محاكمة , وذلك لمرة ثامنة بدأت فى 27 يونيو / حزيران2010 , ليصل مجموع ما أمضاه بالاعتقال الإداري قرابة سبع سنوات , استنادًا لما يُسمى بـ "الملف السري" , حيث بدأ " حلاحلة " إضرابه فى الثامن والعشرين من شباط / فبراير ، وقرر تعليقه في الرابع عشر من مايو / آيار الماضى , على أثر الاتفاق الذى أنهى إضراب الأسرى الفلسطينيين فى سجون الاحتلال الإسرائيلى , وهو الإضراب الذى دخله أكثر من 1600 أسيراً فلسطينياً - ما يُقَدر بثلث عدد الأسرى الفلسطينيين فى سجون الاحتلال -  خاضوا خلاله إضراباً تاماً عن الطعام لمدة قاربت الشهر , بدأت فى السابع عشر من شهر أبريل/نيسان ، احتجاجاً على ظروف الاعتقال غير القانونية وظروف السجون السيئة ومطالبة ً بحقوقهم الأساسية التي كفلتها الإتفاقيات والمواثيق الدولية وفي مقدمتها إنهاء سياسة ” العزل الانفرادي ” ، والسماح لذوي أسرى غزة بزيارة أبنائهم ، وتوفير الرعاية الصحية للأسرى المرضى , وضمان حق الأسرى بالتواصل مع العالم الخارجي من خلال التلفاز والصحف ، ومواصلة تعليمهم الأساسي والثانوي والجامعي , وفى الرابع عشر من مايو / آيار الماضى ، وبالتزامن مع ذكري النكبة , أُعلن رسمياً عن التوصل إلى اتفاق خطي أبرمته قيادة الأسرى مع مصلحة السجون والمخابرات الإسرائيلية ، برعاية مصرية , ينتهى بموجبه إضراب الأسرى عن الطعام ، مقابل التزام ” إسرائيل ” بتحقيق مطالبهم ، وكان من أهم بنود الاتفاق الإفراج عن حلاحلة وعن زميله في الإضراب المبكر بلال ذياب فور انتهاء فترة التمديد الإداري التي يمضونها , ومن المقرر خروج ذياب في الحادى عشر من أغسطس / آب المقبل , ويعد " حلاحلة " ثاني أسير فلسطيني يحقق مطلبه من الإضراب عن الطعام ، بعد الأسير " خضر عدنان " الذي أضرب لمدة 68 يوما وأفرج عنه فور انتهاء اعتقاله الإداري , في تأكيد على نجاح سياسة الجوع والعطش في كسر التعنت الإسرائيلي ضد الأسري الفلسطينيين .
والشبكة العربية إذ تعرب عن سعادتها لتتويج معركة الأمعاء الخاوية التى خاضها الأسرى الفلسطينيون بهذا الانتصار لحقوق الإنسان على السجن والسجان , فإنها تبدي غضبها من قيام سلطات الاحتلال في نفس ليلة الإفراج عن " حلالة " باعتقال 26 فلسطينياً دون اتهامات , وتؤكد الشبكة علي موقفها الرافض لسياسة الاعتقال الإداري التى تمارسها سلطات الاحتلال , لأنها تنتهك الحق المعترف به دولياً في الحصول علي محاكمة عادلة والتي يجب أن تكون مكفولة لكافة المحتجزين حتي خلال حالات الطوارئ , وتكرر الشبكة نداءاتها بإطلاق سراح الفلسطينيين المحتجزين إدارياً .
وتناشد الشبكة كافة الجهات المعنية أن تضطلع بمسؤليتها في معالجة ملف الأسرى فوراً ، ووقف الانتهاكات الإسرائيلية التي تعمل على توظيف الأسرى كرهائن لإضعاف الصمود الشعبي الفلسطيني في المطالبة بحقوقه وإنهاء الاحتلال , كما تطالب الشبكة بمساءلة ومحاسبة إسرائيل علي الانتهاكات الخطيرة والممنهجة التي ترتكبها بحق الأسرى الفلسطينيين , وعلى التردي البالغ للأوضاع في سجون الاحتلال بما يخالف كل القوانين والأعراف الدولية .
وتؤكد الشبكة على حق الأسرى فى اللجوء لكافة الأشكال النضالية السلمية المشروعة في الذود عن كرامتهم والدفاع عن حقوقهم ، بما فيها خوض الإضرابات عن الطعام الفردية كانت أم جماعية , وتضيف الشبكة أنها تتابع بقلق بالغ الحالة الصحية المتدهورة للأسرى المستمرين فى الإضراب وهم محمود السرسك المضرب منذ 80 يوم , وأكرم ريخاوى المضرب منذ 56 يوماً وسامر البرق المضرب منذ 17 يوماً وتطالب الشبكة بتوفير العناية الطبية المتخصصة لهم , وتحمل سلطات الاحتلال مسؤلية أى تدهور جديد فى حالتهم الصحية خلال معركتهم التى يخوضونها بأجسادهم مؤكدين فيها على أنه ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق