في العام الماضي، كنت متوجهاً إلى لندن تزامناً مع بدايات الدور
الثاني للدوري الإنجليزي، كنت أمّني نفسي بحضور مباراة لأرسنال والتشجيع من
المدرجات بدلاً من وراء الشاشة. لا مناسبة أفضل من هذه.
كنا قد أنهينا الدور الأول متصدرين للجدول للمرة الأولى منذ سنوات. يونايتد وتشيلسي وليفربول متعثرون ولا ينافسنا سوى ليستر سيتي عديم الخبرة ومن بعيد توتنهام الفريق الوحيد الذي مازلنا محتفظين بعلو كعبنا عليه.
لم أتمكن من الحصول على تذكرة للمباراة. الإدارة ترفع الأسعار بشكل جنوني ومشجعو الفريق الأصلاء غاضبون بشدة. وحدهم محدثو الغنى والتشجيع من في وسعهم الذهاب للملعب لا للتشجيع بل للفسحة والتصوير.
شاهدت المباراة في إحدى الحانات وسط عدد كبير من الأرسنالاوية المتحمسين، وانهزمنا!
لا جديد في الهزيمة. نحن معتادون على ذلك، لكن الجديد أنه لا حجة لدينا هذه المرة. انتهينا من بناء الملعب، وأصبح عندنا حارساً للمرمى. لا إصابات مؤثرة، لا تحكيم يخشى من السير فيرجسون، لا نستطيع التعلل بالحظ حتى فمنافسنا المفاجئ ليستر يقوده أتعس مدربي العالم حظاً. لا نقدر حتى على الحديث اليساري عن عدم القدرة على مجاراة الأندية الغنية فليستر ليس غنياً بل نحن الأغنياء مقارنة به.
قررت تشجيع صعاليك ليستر الذين كنت أتابع مغامرتهم بشغف منذ بداية الموسم، ولا بأس إن خسروا الدرع في نهاية المطاف، فأنا معتاد على خسارته في هذا التوقيت.
فعلها ليستر وحقق المعجزة. كنت سعيداً لهم وحزيناً من أرسنال لا عليه كما العادة.
جرت في النهر مياه كثيرة، كلوب ورانييري مستمران في البناء، جاء كونتي لتشيلسي وبيب للسيتي، وذهب كومان لإيفرتون ومورينيو لليونايتد. جلب كل منهم نجوماً ليستطيعوا المنافسة، أما فينجر فلم يجلب أحداً. هل تمزح يا أرسين؟ هل ستنافس بمهاجم مثل جيرو؟ قل لي من هما جناحيك؟ هل سنلعب بلا ظهير أيسر عليه القيمة عاماً آخر؟ هل مازلنا مطالبين برؤية مرتساكر؟ هذا كثير!
لديك مراكز ناقصة، ولديك مال، وفي السوق لاعبون متاحون. كفى!
ابتدأ الموسم الجديد بمباراة ليفربول وعصرت على نفسي كل ليمون العالم لأرى المباراة، فمازلت منكوباً بحب هذا الفريق. ما هذا التشكيل؟ ما هذه الخطة؟ من هؤلاء؟ بأي حق احتلوا أماكن هنري وبيرجكامب وفييرا وبيريس؟
ليس منهم لاعباً مفضلاً لدي. لا يستطيعون بناء هجمة جذابة ولا يبدو أن فينجر قد دربهم على شيء ولا أرى تكتيكاً جيداً لمواجهة الليفر.
أطفأت الشاشة قرب منتصف الشوط الأول ونمت من كثر الملل والغيظ. عندما استيقظت علمت بالخسارة وكنت هادئاً فهذا فريق لم يعد قادراً حتى على جعل مشجعيه يغضبون عندما يخسر، وكما نفدت الحجج، نفدت أسباب تشجيع هذا الفريق. لم تعد كرتنا الأجمل، وليس لدينا لاعبون رائعون، ولا مشجعو ملعبنا يثيروا الحماس، أما فينجر الذي أحببت الفريق معه فقد أصبح منتهي الصلاحية، تجمد فكره ولم يتطور منذ عقد كامل وسبقه مدربين عديدين بسنين وسنين. سيء الاختيارات وعنيد. كثير الحجج وبليد. يشكو من قلة الأموال وعندما تتوفر يجلب بها لاعبين منتهين. لم يعد حتى يقدم ناشئين بارعين!
فقد السيطرة على لاعبيه وفقد عقله للدرجة التي جعلته حين يدخل في معارك كلامية على غير عادته، يدخلها مع تييري هنري. ألم تجد سوى هنري يا أرسين؟
لا يملك فينجر ما يستطيع به أن يقنع نجماً بالانضمام إليه. فما الذي يدفع لاعباً جيداً حالماً للانضمام لفريق كهذا وتفضيل عرضه على عروض الكبار؟ لن يوجد لاعب جيد ينضم لفريق غاية أمله المركز الرابع في البطولة المحلية والمركز الثاني في دور المجموعات في أوروبا مهما كان المنافسين ثم الخروج المهين من دور الستة عشر كل عام؟
كهؤلاء اللاعبين، لا دوافع لدي أيضاً لتشجيع فريق هو مثل أميرة فعل من أجلها فارس يحبها كل شيء لكنها لم تبادله الحب، فلا متعة ولا جدوى من هكذا حب. أرسنال كهذي الأميرة. أرسنال لا يحب مشجعيه.
===
نُشر بموقع المنصة بتاريخ 29/8/2016
كنا قد أنهينا الدور الأول متصدرين للجدول للمرة الأولى منذ سنوات. يونايتد وتشيلسي وليفربول متعثرون ولا ينافسنا سوى ليستر سيتي عديم الخبرة ومن بعيد توتنهام الفريق الوحيد الذي مازلنا محتفظين بعلو كعبنا عليه.
لم أتمكن من الحصول على تذكرة للمباراة. الإدارة ترفع الأسعار بشكل جنوني ومشجعو الفريق الأصلاء غاضبون بشدة. وحدهم محدثو الغنى والتشجيع من في وسعهم الذهاب للملعب لا للتشجيع بل للفسحة والتصوير.
شاهدت المباراة في إحدى الحانات وسط عدد كبير من الأرسنالاوية المتحمسين، وانهزمنا!
لا جديد في الهزيمة. نحن معتادون على ذلك، لكن الجديد أنه لا حجة لدينا هذه المرة. انتهينا من بناء الملعب، وأصبح عندنا حارساً للمرمى. لا إصابات مؤثرة، لا تحكيم يخشى من السير فيرجسون، لا نستطيع التعلل بالحظ حتى فمنافسنا المفاجئ ليستر يقوده أتعس مدربي العالم حظاً. لا نقدر حتى على الحديث اليساري عن عدم القدرة على مجاراة الأندية الغنية فليستر ليس غنياً بل نحن الأغنياء مقارنة به.
قررت تشجيع صعاليك ليستر الذين كنت أتابع مغامرتهم بشغف منذ بداية الموسم، ولا بأس إن خسروا الدرع في نهاية المطاف، فأنا معتاد على خسارته في هذا التوقيت.
فعلها ليستر وحقق المعجزة. كنت سعيداً لهم وحزيناً من أرسنال لا عليه كما العادة.
جرت في النهر مياه كثيرة، كلوب ورانييري مستمران في البناء، جاء كونتي لتشيلسي وبيب للسيتي، وذهب كومان لإيفرتون ومورينيو لليونايتد. جلب كل منهم نجوماً ليستطيعوا المنافسة، أما فينجر فلم يجلب أحداً. هل تمزح يا أرسين؟ هل ستنافس بمهاجم مثل جيرو؟ قل لي من هما جناحيك؟ هل سنلعب بلا ظهير أيسر عليه القيمة عاماً آخر؟ هل مازلنا مطالبين برؤية مرتساكر؟ هذا كثير!
لديك مراكز ناقصة، ولديك مال، وفي السوق لاعبون متاحون. كفى!
ابتدأ الموسم الجديد بمباراة ليفربول وعصرت على نفسي كل ليمون العالم لأرى المباراة، فمازلت منكوباً بحب هذا الفريق. ما هذا التشكيل؟ ما هذه الخطة؟ من هؤلاء؟ بأي حق احتلوا أماكن هنري وبيرجكامب وفييرا وبيريس؟
ليس منهم لاعباً مفضلاً لدي. لا يستطيعون بناء هجمة جذابة ولا يبدو أن فينجر قد دربهم على شيء ولا أرى تكتيكاً جيداً لمواجهة الليفر.
أطفأت الشاشة قرب منتصف الشوط الأول ونمت من كثر الملل والغيظ. عندما استيقظت علمت بالخسارة وكنت هادئاً فهذا فريق لم يعد قادراً حتى على جعل مشجعيه يغضبون عندما يخسر، وكما نفدت الحجج، نفدت أسباب تشجيع هذا الفريق. لم تعد كرتنا الأجمل، وليس لدينا لاعبون رائعون، ولا مشجعو ملعبنا يثيروا الحماس، أما فينجر الذي أحببت الفريق معه فقد أصبح منتهي الصلاحية، تجمد فكره ولم يتطور منذ عقد كامل وسبقه مدربين عديدين بسنين وسنين. سيء الاختيارات وعنيد. كثير الحجج وبليد. يشكو من قلة الأموال وعندما تتوفر يجلب بها لاعبين منتهين. لم يعد حتى يقدم ناشئين بارعين!
فقد السيطرة على لاعبيه وفقد عقله للدرجة التي جعلته حين يدخل في معارك كلامية على غير عادته، يدخلها مع تييري هنري. ألم تجد سوى هنري يا أرسين؟
لا يملك فينجر ما يستطيع به أن يقنع نجماً بالانضمام إليه. فما الذي يدفع لاعباً جيداً حالماً للانضمام لفريق كهذا وتفضيل عرضه على عروض الكبار؟ لن يوجد لاعب جيد ينضم لفريق غاية أمله المركز الرابع في البطولة المحلية والمركز الثاني في دور المجموعات في أوروبا مهما كان المنافسين ثم الخروج المهين من دور الستة عشر كل عام؟
كهؤلاء اللاعبين، لا دوافع لدي أيضاً لتشجيع فريق هو مثل أميرة فعل من أجلها فارس يحبها كل شيء لكنها لم تبادله الحب، فلا متعة ولا جدوى من هكذا حب. أرسنال كهذي الأميرة. أرسنال لا يحب مشجعيه.
===
نُشر بموقع المنصة بتاريخ 29/8/2016